سُجّل اعتداء جديد على إمام مسجد في تيزي وزو، في تكرار متزامن لهذه الحوادث دفعَ نقابة الأئمة لمطالبة السلطات بالتدخل المستعجل لإنفاذ القانون وحماية من يعتلون منابر الجمهورية.
ووفق ما ذكرته مديرية الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو، فقد تعرّض إمام في دائرة عين الحمام لاعتداء تسبّب له في كسور على مستوى القدم، ما استدعى خضوعه لعملية جراحية.
وأبرزت المديرية أن المتّهم بالاعتداء على إمام مسجد آيت لعزيز قد تم إلقاء القبض عليه من قبل المصالح الأمنية للتحقيق معه وتقديمه للعدالة، مشيرة إلى تأسُّسها كطرف مدني في هذه القضية.
وتأتي هذه الحادثة بعد يومين فقط من تعرّض إمام مسجد علي بن أبي طالب، الشيخ سعيد تمتيري، بمدينة مغنية، بعد صلاة الظهر مباشرة، لطعنة بالخنجر على مستوى الظهر من قبل شخص لا تزال دوافعه مجهولة.
وفي آخر تطورات هذه القضية، أعلن عن إلقاء القبض على الجاني الموجود حالياً تحت التحقيق قبل تقديمه للعدالة. وكانت مصالح الأمن قد باشرت التحقيق في القضية عبر معاينة مكان الحادث والاستماع للشهود الذي حضروا الواقعة.
ووفق ما ذكره بعض سكان المنطقة، فإن الجاني يعاني من اضطراب عقلي، حيث كان قد اعتدى على شاب ما تسبب له بجرح على مستوى الوجه، قبل أن ينتقل إلى المسجد ليعتدي على الإمام، لكن رواية الاضطراب العقلي لم تقنع كثيرين ممن طالبوا بتحقيق معمق في القضية.
وتطلبت خطورة الإصابة نقل الإمام على جناح السرعة إلى مستشفى بالمدينة، وهو اليوم في حالة مستقرة، لكنه يظل تحت الرقابة الطبية، بينما أعلن مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية تلمسان فتح تحقيق في القضية للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء.
وعرفت ولاية قسنطينة، قبل أسبوع، اعتداءً شبيهاً، فقد فوجئ إمام جامع الاعتصام في المدينة الجديدة علي منجلي، بعد أن أنهى صلاة التراويح، بشخص وجّه له لكمة عنيفة، قبل أن يتدخل المصلّون ويحموا الإمام. وتبيّنَ، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، أن المعتدي مختلٌ عقلياً.
وتلقى هذه الحوادث استنكاراً واسعاً على مواقع التواصل، بسبب ما يمثله الإمام من رمزية في المجتمع، ناهيك عن أن تزامنها خلق جواً من الريبة حول إمكانية أن تكون هذه الاعتداءات موجهة.
وذكرت التنسيقية الوطنية للأئمة في وهران، في بيان لها، بأن “الاعتداء على أئمة المنابر أمر غير طبيعي، وانتهاك حرماتهم هو ضرب للمرجعية الدينية الوطنية”.
وذكرت أن “هذا الاعتداء الشنيع في حق رموز الدين يدعونا لنجدد دعوتنا للجهات الوصية بضرورة فتح تحقيق لمعرفة الجهات التي تقف وراء ظاهرة الاعتداء على الأئمة من أجل ضرب استقرار البلاد والمجتمع وخلق الفتن البغيضة بين أبناء الشعب الواحد من طرف أطراف حاقدة”.
وجددت التنسيقية النداء إلى السلطات الأمنية والمصالح المعنية بضرورة توفير إجراءات الحماية اللازمة للأئمة وموظفي المساجد لأن الأمر تفاقمَ واستفحل، على حد وصفها.