اجتمع شركاء الطريق السيار بمقر مديرية الاشغال العمومية لولاية البويرة في لقاء تنسيقي لتقييم الوضع المأساوي الناتج عن حوادث مرور بمنحدر الجباحية، إثر تسجيل عدد خطير في الايام القليلة الماضية، كانت المركبات ذات الوزن الثقيل المتسبب الرئيسي فيها.
وقالت بيان للجزائرية لتسيير الطرق السريعة، إن الاجتماع التنسيقي، تناول نتائج التشخيص الذي كانت قد باشرته لجنة معاينة تم تشكيلها لذات الغرض وضمت ممثلي الهيئات والقطاعات المعنية، وبعد معاينة ميدانية استنتجت أن عامل الحمولة الزائدة، والذي أدى إلى ظهور تشوهات بالطريق السيار، وخاصة بالرواق الأول الخاص بمركبات الوزن الثقيل، هو المتسبب الرئيسي في الحوادث، مع التأكيد أن العامل البشري والمتمثل في تصرفات غير المسؤولة لبعض سائقي الشاحنات ومركبات النقل المشترك، والذين يقومون بمناورات خطيرة للهروب من هذه تشوهات بالطريق، هو المتسبب الرئيسي في ارتكاب هذه المجازر المرورية بالمنحدر، ناهيك عن الحالات العديدة والتي تكون الحالة التقنية لمركبات الوزن الثقيل هي المتسبب المباشر للحوادث، لا سيما عند فقدان نظام المكابح للمركبة فعاليته نتيجة عطب أو خلل فني أو بسبب الضغط الهائل للحمولة المفرطة، مما يفقد السائقين السيطرة على المركبة ويؤدي الى اصطدامات تسلسلية خطيرة، تزهق فيها أرواح أبرياء وتعطل حركة السير لساعات، وهذا ما تم تسجيله، حسب التحقيقات الاولية، للحوادث الاخيرة بالجباحية.
وأفاد البيان، أنه بعد مناقشة موضوعية ومستفيضة للموضوع من كل جوانبه، اتفق الحاضرون على خطة عمل استعجالية لمواجهة الظاهرة ووضع حد لهذه المجازر المرورية والتي أضرت كثيرا بالمنشآت الفنية للطريق السيار وعطلت مصالح مستعملي الطريق لما تتسببه في توقيف حركة السير لساعات طوال.
وتم اقتراح اجراءات عملية ستباشرها مصالح الجزائرية للطرق السيارة والدرك الوطني مع دعم من مديرية الاشغال العمومية ومديرية النقل.
التدابير الاستعجالية تخص كمرحلة أولى عملية تحييد أروقة المركبات الوزن الثقيل لمنعها من التجاوز الى الأروقة الاخرى لتفادي المناورات الخطيرة وتجنيب المركبات الأخرى حوادث خطيرة، بالإضافة الى تدعيم فرق الصيانة بأعوان اضافيين لتنظيف الطريق بالجباحية من مخلفات ما تتركه مركبات الوزن الثقيل، لا سيما من تناثر الحصى والرمل ومختلف أنواع السلع بسبب عدم تأكد أصحابها من ربط و حزم بشكل جيد للحمولة، كما ستعمد الجزائرية للطرق السيارة الى إطلاق عملية معالجة تشوهات الناتجة عن الحمولة الزائدة بالطريق مع تدعيم الاشارات الافقية والعمودية على مستوى المنحدر.
وأوصى المجتمعون بضرورة اللجوء الى غلق الطريق مؤقتا في وجه الشاحنات وتحويل مسار مركبات الوزن الثقيل نحو الطريق الوطني ورقم 05 لتمكين مصالح الجزائرية للطرق السيار، من مباشرة هذه الاشغال، وسيخضع هذا التدبير المؤقت لموافق الوالي المخول قانونيا لإصدار قرار بهذا الخصوص.
للعلم ستبقى اللجنة التنسيقية في لقاء مفتوح لمتابعة الوضع والوقوف على هذه التدابير الأولية والتي ستدعم لاحقا بإجراءات اضافية كفيلة بمعالجة المشكل المطروح، لا سيما ما تعلق بإضفاء المزيد من الصرامة في ردع المخالفات المرورية المتسببة في مثل هكذا حوادث مع مضاعفة الحملات التحسيسية وتجند كل المعنيين الى غاية التمكن من تحسين السلامة المرورية بالمقطع المعني.





