عبر اتحاد الكتاب الجزائريين على موقف منخرطيه المعلن والرافض لانسياق بعض المثقفين وراء المحاولات والمسارات المنتجة في مخابر هدفها تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بما فيها العلاقات الثقافية، والذي يتباهى بجرائمه في حق الشعب الفلسطيني الشقيق والإنسانية جمعاء.
واعتبر اتحاد الكتاب الجزائريين في بيانه الختامي، عقب مؤتمره العاشر العادي الذي تم بين 26 و28 جانفي الجاري، المنعقد بتعاضدية عمال البناء بزرالدة ولاية الجزائر، تحت شعار اتحاد” واحد… مستقبل واعد، أن أي تعامل معه ومع مناصريه أينما كانوا وتحت أي غطاء كان هو طعنة للأمة العربية وتضحياتها، ولفلسطين في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
مردفا أن هذا القرار جاء عقب تفحص منتسبيه لمسار مشروع الجزائر الجديد الهادف إلى تفعيل التنمية المستدامة الكفيلة بترقية المواطن الجزائري على جميع الأصعدة وإبقاء الجزائر فاعلا إقليميا ودوليا وذلك تماهيا مع مشروع السيد رئيس الجمهورية في تصحيح المسار والعمل على استعادة مكانة الجزائر وقوتها على المستوى الدولي من خلال وعينا بالأوضاع الإقليمية والدولية المأزومة التي تشهد محاولات متكررة للهيمنة على الشعوب ومقدراتها والمستهدفة لحريتها وسيادتها وهويتها وثقافتها وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المقاوم وما يتعرض له من جرائم يقترفها الكيان الصهيوني بتواطؤ من الدول المطبعة، وتؤكد مرة أخرى على ثقافة المقاومة ومحاربة كل أشكال التطبيع وخيانة القضية الأساس للعرب والمسلمين (فلسطين)، مثمنا جهود الجزائر في لم شمل الفصائل الفلسطينية. وأضاف الاتحاد أنه بعد القراءة الواعية لمسار الاتحاد والتحليل العميق لمثبطات ومحفزات هذا المسار، وإدراكا لفداحة الخسارة التي لحقت بمقدرات الجزائر خاصة الثقافية منها بفعل التهميش والإقصاء الذي مارسته عصابات احتكار المشهد على كتاب الجزائر الشرفاء، جدد تأكيد انخراط منتسبيه في المشروع الوطني الهادف إلى بناء الجزائر الجديدة المتحضرة، التي يقودها العقل وتسودها المحبة والرخاء، مثمنين جملة الإنجازات التي تمت في إطار هذا المشروع وكذا الجهد المتواصل من أجل إصلاح هياكل الدولة وتمتين ركائزها مسجلين في رصيد الإنجاز الجزائري وأجندته.
معتبرين أن هذا المشروع الطموح وهذه المناعة الذاتية التي تكتسبها الجزائر، يجعلهم يطمئنون أكثر على سيادتها واتجاهها الثابت والداعم لقضايا العادلة في العالم، واضعين في اهتمامهم ضرورة ترسيخ ثقافة السلم والحوار بين ثقافات العالم المختلفة، والتصدي لكل محاولات الهيمنة والمسخ والمصادرة واغتيال الإنسانية والتعميم والتشويه التي تنتهجها القوى السائدة وتمارسها على الثقافات الأخرى.
كما ذكر اتحاد الكتاب الجزائريين باحترامه التام لأطر قوانين الجمهورية والنصوص التنظيمية للجمعيات الثقافية والمجتمع المدني، والاحتكام الدائم للقانون الأساسي للاتحاد ونظامه الداخلي والحق في الاختلاف ضمن حدود القانون وأخلاقيات الكتابة هي الكفيلة بتحقيق استقرار الاتحاد و نجاعته التي ينشدها أعضاؤه، وتحقيق الانسجام مع الهيئات الوطنية التي تشاركه الهاجس الثقافي ورهانه الوطني، وتمكنه من الانخراط أكثر في مسار تجسيد الإستراتيجية الوطنية لبناء الحضارة والثقافة. مثمنا للجهد المبذول في العهدة الأخيرة من طرف قيادة الاتحاد ليكون فعلا اتحادا لكل الكتاب الراغبين في الانتماء إليه مهما كانت اللغة التي يكتبون بها، وتعتبر أن الروابط المنظمة لأداء هؤلاء الأعضاء، تلك التي أنشئت والتي هي بصدد الإنشاء دليل على صحة التوجه الذي مكن من مشاركة أعضاء مهيكلين يكتبون الأدب الشعبي وبالأمازيغية وحتى باللغات الأجنبية، ونعتبر هذا خطوة جبارة على درب الجهود التي تبذلها الأمة في سبيل إبراز التنوع والتراث الثقافي، وتعقيم اللحمة الوطنية ضد كل الفيروسات التي تهدف إلى ضعضعة هذه اللحمة.