إحياء ذكرى لمجازر 8 ماي 1945: آلاف المواطنين يشاركون في مسيرة الذاكرة

0
375
مسيرة الذاكرة

شارك آلاف المواطنين في سطيف، في مسيرة الذاكرة والوفاء ل 45 ألف شهيد سقطوا ذات 8 ماي 1945 بكل من سطيف وقالمة وخراطة بمناسبة الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للذاكرة والذكرى الـ76 لتلك الأحداث الدامية التي تأبى ذاكرة الجزائريين نسيانها.

وانطلقت المسيرة الشعبية، صبيحة السبت، من أمام مسجد أبوذر الغفاري (مسجد محطة القطار سابقا)، التي شاركت فيها كذا الأسرة الثورية وحشد كبير من المواطنين من مختلف الشرائح والأعمار .

وأعادت هذه الصور في أذهان آلاف الجزائريين صور مسيرة سلمية نادى خلالها شعب أعزل قبل 76 سنة في نفس المكان والزمان بحقه في الاستقلال وأراد العيش بحرية يتقدمهم أفراد الكشافة الإسلامية الجزائرية حاملين إكليل الزهور كعربون صدق على طابعها السلمي فتحولت إلى أحداث دامية وثقت لمأساة إنسانية رهيبة.

وأبى هؤلاء الأوفياء الذين سلكوا نفس الطريق التي قطعها سعال بوزيد ورفاقه أمثال عيسى شراقة ولخضر تعرابيت وعمر زيتوني وغيرهم كثيرون يوم الثلاثاء الأسود إلا أن يبرهنوا للعالم بأسره بأن ما اقترفته الآلة الاستعمارية ذات 8 ماي 1945 في حق شعب أعزل ” لن يمحى من الذاكرة الجماعية وسيبقى وصمة عار في جبين القوى الاستعمارية وواحدة من أكبر مجازر التاريخ المعاصر.

وتشكلت مربعات يتقدمها عناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية حاملين العلم الوطني ومرددين الأناشيد الوطنية وأخرى لممثلي عديد الهيئات الأخرى على غرار الدرك والأمن الوطنيين والحماية المدنية وغيرها في أجواء تحمل أسمى معاني العرفان والوفاء لشهداء 8 ماي 1945 .

ومر الموكب عبر شارع 1 نوفمبر 1954 ليصل إلى أمام النصب التذكاري “سعال بوزيد” الذي تم تشييده في ذكرى استشهاد هذا البطل، أول شهيد سقط خلال تلك الأحداث بوسط شارع 8 ماي 1945 (شارع جورج كليمونسو سابقا) وعلى بعد أمتار قليلة من نافورة “عين الفوارة”، حيث تم وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.

وتوقفت المسيرة بذات المكان، وأدى المئات من تلاميذ المدارس العديد من الأناشيد الوطنية وكذا ملحمة تمثيلية حول استشهاد البطل سعال بوزيد من طرف براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية .

وقبل ذلك توجه الوفد الرسمي إلى مقبرة سيدي السعيد بحي بوعروة (وسط المدينة)، أحد المعالم الشاهدة على مجازر 8 ماي 1945، حيث جرت مراسم الترحم على أرواح شهداء تلك الأحداث الأليمة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا