أفيون الشعوب وفلسطين الشهداء

0
414
أفيون الشعوب

يتبادر للقارئ الكريم للوهلة الاولى التساؤل المنطقي والجوهري ما الذي يجمع بين مناصري الكرة المستديرة “افيون الشعب” وشهداء فلسطين، وكيف تكونت هذه العلاقة؟ ومنذ متى؟.

اسئلة تثير اهتماما اعلاميا وجماهيريا متفاوت الأثر، ومن حق أي سائل في عالمنا العربي أن يطرح ذات الاسئلة بحثا عن اجابة ربما تليق بحجم شهداء فلسطين منذ النكبة الى النكسة من غزة الى حيفا والخليل.

المقاومة ليست على أرض الصراع فهي تمتد الى جيوب الأمة وكياناتها المتعددة، تتناقلها الشعوب جيلا عبر جيل، وتعددت أوجهها بتعدد الأوطان، فمنذ أن حمل الجزائريون قضية فلسطين في قلوبهم ورفعوا الشعار الخالد “مع فلسطين ظالمة او مظلومة” تكرست قيم الولاء الأبدي للشعوب المضطهدة والتي لا تزال تحت وطأة الاستعمار بمفهومه الكلاسيكي مثلما هي اليوم فلسطين والصحراء الغربية.

مباريات كأس العرب على الأراضي القطرية كانت خير مثال للأمة العربية برمتها من الخليج الى المحيط، أعطى فيها الجمهور الجزائري خارج المستطيل الأخضر وفوق أرضية الميدان درسا تاريخيا في نصرة القضية الفلسطينية والوقوف الى جانبها شعبا وحكومة، ولم يتوان الجمهور في رفع اهازيج ” فلسطين الشهداء ..فلسطين الشهداء ” عاليا في سماء الدوحة وعبر كل ربوع المدن الجزائر.

ولم تقتصر النصرة على الاهازيج والشعارات المرفوعة، بل تعدت الى ارتداءهم للكوفية الفلسطينية رمز المقاومة اثناء الاحتفالات بالفوز ومن خلال الظهور بها اثناء الندوات الصحفية لبلايلي ورفاقه.

يبقى الجمهور الجزائري يصنع الاستثناء في المحافل الرياضية العربية وبلمسة ديبلوماسية مألوفة يرفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني جملة وتفصيلا، وإن تعلق الامر بأفيون الشعوب، وهنا يكمن الفارق بأن الولاء لروح فلسطين ولاء شعبي أبدي غير منقوص، سواء داخل الديار أو خارجها، وهذا أكبر رد على الخزعبلات التي تطلقها الصحافة الصفراء لبعض دول الجوار، والتي تحاول الصيد في المياه العكرة، وهي التي لم تستطع التنديد بالتطبيع ولو قيد انملة، بل أنها رحبت وأيدت سلطاتها السياسية على حساب شعوبها المقهورة.

دراجي السبيطي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا