لم تعد تملك من الوجود غير الإعتماد

أحزاب “فاشلة” أمام خيار انسحاب قصري بعد نكسة التشريعيات

0
650

قضت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية على العديد من الأحزاب السياسية، وأدخلتها في حالة “موت سريري”، بعدما خسرت الرهان حتى داخل وعائها الإنتخابي وفي ساحتها، وهو مؤشر يؤكد أن هذه الأحزاب لم يتبق منها غير الإسم أو الإعتماد بعدما فقدت وعائها الإنتخابي وآن الأوان لانسحابها من الساحة السياسية، بحسب المتابعين.

في وقت نجحت أحزاب كانت محل “سخط شعبي” في العودة بقوة للساحة السياسية وتمكنت من الفوز بعدد من مقاعد البرلمان وسط مزاحمة التيار الإسلامي، خرجت أحزاب معروفة بل ومتجذرة في الساحة جبهة العدالة والتنمية لجاب الله ، والجبهة الوطنية الجزائرية لموسى تواتي، وتشكيلات أخرى، وجدت نفسها خارج سباق التنافس وفشلت حتى في استقطاب قواعدها ولم تنجح في تخطي عتبة 5 في المائة والحصول على أصوات تؤهلها لافتكاك مقعد داخل مبنى البرلمان.

حيث خسرت جبهة العدالة والتنمية التي يقودها عبد الله جاب الله رهانها حتى في معاقلها التقليدية وخرجت بخفي حنين من سباق التشريعيات ومنيت حركتي الإصلاح والنهضة بهزيمة نكراء ليفسح لثنائية البناء وحمس احتكار التمثيل الإسلامي في العهدة البرلمانية المقبلة.

كما عجز بلقاسم ساحلي وحتى فاطمة زرواطي وموسى تواتي، الذي يسجل مشاركة في كل استحقاق انتخابي عن افتكاك مقعد برلماني، فتجمع أمل الجزائر الذي تقوده الوزيرة السابقة فاطمة الزهراء زرواطي يعد أكبر الخاسرين بفقدان كتلته البرلمانية التي حصل عليها في 2017 مقابل غياب أي تمثيل له على مستوى التراب الوطني في العهدة التشريعية 2021/2026.

أما بالنسبة لجبهة الجزائر الجديدة الذي توقع رئيسها جمال بن عبد السلام تصدر حزبه التشريعيات لم يحصل على أي مقعد، نفس الشيء بالنسبة لطلائع الحريات.

وكانت الصدمة أيضا في بيت حزب الفجر الجديد وكذلك صوت الشعب على الرغم من نجاح هاذين الحزبين ولو نسبيا في الحصول على مقعد داخل المجلس الشعبي الوطني، وكذلك الحال مع جيل جديد.

ويؤكد عجز قادة الأحزاب والساسة “المخضرمين” على غرار جاب الله، موسى تواتي، نهاية سياسية لأحزاب يبدو أنها لم تعد تملك من الممارسة السياسية غير اسم واعتماد هذه الأحزاب ففشلها في هذا السباق الذي سجل انتعاش أرصدة أحزاب الموالاة، وبروز القوائم المستقلة نوعا ما التي تفوقت وهي حديثة النشأة على أحزاب عريقة بممارستها السياسية، لكنها باتت مفلسة من حيث التمثيل والوعاء الإنتخابي.

معطيات هكذا تؤكد أن الساحة السياسية القادمة ستعرف إعادة ترتيب وستكون “الأحزاب الفاشلة” أمام خيار الإنسحاب من الساحة السياسية قصريا لا اختياريا.

محمد إسلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا