أحذروا من القلق والصدمات النفسية

0
744
القلق

حينما نتحدث عن موضوع الصدمة النفسية فإننا قطعا نتحدث عن علاقتها بصحة وعافية الإنسان وما يعيشه من بعض التوترات وهموم ومن المواقف الصعبة التي تواجهه في حياته دائماً وربما نتحدث عن بعض الظواهر الناتجة عنها من الاضطرابات المرضية التي تصبح فيما بعد عصيبة وإن لم تعالج من طرف طبيب نفسي ستصبح مصيبة إكلينيكية.

ولعلّ هذا ما نريد إظهاره من خلال زرع الثقافة تنبيهية في كل ما نقوم به من محاضرات التحسيسية وتوعوية لإعطاء أهمية زائدة لجانب النفسي والعقلي لفهم الصدمة النفسية في ظهور لبعض الأمراض النفسية التي إن لم تعالج تتحول إلى أمراض عضوية منها أمراض القلب وارتفاع لضغط النفسي الذي يؤدى مباشرة إرتفاع الضغط الدم وربما استدعاء للأمراض، مثل إرتفاع نسبة السكر في الدم وأحيانا تؤدي إلى السكتة القلبية خاصة حينما يعيش الفرد الضغط النفسي الزائد الداخلي ومصاحبا لقلق النفسي في بعض الأحيان وبعض المواقف الصعبة مثل ما عاشته الجزائر في مباريات الكرة القدم الذي توجت بكأس النهائي العربي وما صاحبته من تأثيرات النفسية السلبية للمناصرين و كما لاحظنا أن بعض الناس أصيبوا بصدمة نفسية المؤدية إلى السكتة القلبية وفارقوا الحياة رحمهم الله لأن البعض منهم عايشوا الحدث على الأعصاب الحارقة.

كما ينبغي أن نفسر بأن هناك ثلاث أنواع من الصدمات النفسية المفاجئة وهي:

الأولى الصدمة النفسية المفاجئة الخفيفة المصاحبة للحزن العادي كأن يفقد الشخص أحد والديه فقد يصدم نفسيا لكن بعد وقت أكثر من ثلاث أيام ستقل حدتها ويصبح ذلك الشخص بنعمة النسيان هادئا ويندمج عاديا في الحياة.
أما الصدمة النفسية المفاجئة المتوسطة قد تصيب الشخص نتيجة موقف محرج جداً كحادث مرور مميت أو خيانة عاطفية جارحة أو أنه نجا من بعض الكوارث الطبيعية لا يتقبلها العقل ولا تتحمله نفسيته فيصاب بصدمة نفسية حادة قد تدخله لمرض الاكتئاب الحاد وقد يدخل إلى عالم تعاطي المخدرات كهروب من واقع مرهب ومرعب ولجوء المصدوم والمكتئب إلى ذلك وتنتج تلك الاستجابة إضطراب في السلوك فيصبح يعيش معاناة أخرى تتطلب التكفّل بها وقد ينجو ويشفى هذا المريض من خلال جلسات الطبيب النفسي.

أما الصدمة النفسية المفاجئة الثالثة والحادة قد تؤدي به نحو الأمراض القلب كالسكتة القلبية وهذا ما يحدث عادة في صراع الأشخاص حول الميراث أو في حلات الظلم والطغيان القهري وأحيانا قد تحدث في متابعة الشخص للمقابلة كرة القدم في المنافسات حول الكأس النهائي.

كل هذه الصدمات النفسية تترك أثرا وخيما في الإنسان وقد يعيش مسترجعا ومتذكرا لذكريات أليمة وبأفكار سيئة تفقده التوازن النفسي العقلي والبدني يلازمه الاكتئاب كخطر حقيقي يهدد الصحة العقلية و الاجتماعية للمجتمع وهذا ما يعكسه بالاضطرابات النفسية وما يصاحبها من حالات حادة وسيئة اكتئابية.

لقد أصبح لزاما علينا في عصرنا هذا العسير والمرير إلى فهم المعريفي للعيش لتفادي التعرض لبعض الأمراض النفسية المفاجئة والابتعاد عن كل القلق والتوتر اللذان يؤديان إلى إضعاف جهاز مناعة الجسم والابتعاد عن كل الصراعات الدنيوية الدنيئة التي تستهدف صحتنا النفسية ومنها الجسدية حتى لا نتعرض إلى الصدمة النفسية بكل أنواعها ونرضى بما قدره لنا ربنا من قدر وأن لا نكون موجوعين وعلى رزق مجروحين الفؤاد وإنما الرزق على رب للعباد.

البروفيسور أحمد قوراية أكاديمي وخبير في التنمية النفسية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا