وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتغيير المنشود لخلق المؤسسات الناشئة للطالب وفق سوق العمل

0
442

تتطلع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقيادة البروفيسور ” بداري كمال ” بدور هام في تعزيز شخصية الطالب الجامعي، على تجسيد فكرة المقاولاتية والمؤسسات الناشئة والصغيرة استكمالا لتطبيق قرار 1275،
واعتماد برامج ونشاطات تعليمية ينمي الطالب من خلالها المهارات التي يحتاجها في مسيرته العلمية والعملية.
فالمهارة لا يمكن الاستفادة منها إلا بإمدادها بوسائل وأدوات لصقلها وتنميتها، ليستفيد منها الطالب ومجتمعه ووطنه.

إن الاهتمام بتجسد المشاريع الإبتكارية والجانب المعرفي للطالب في غاية الاهمية ويعتمد بالدرجة الاولى على الطالب نفسه ومحيطه الأُسَري ثم الجامعي، فالتسلّح بمهارات متنوعة ومختلفة لإنشاء مؤسسة ناشئة من أهم ما يحتاجه الطالب في دراسته الأكاديمية وما يطلبه سوق العمل، وتطورات العصر المتسارعة تحتم على المؤسسات الجامعية ادخال مواد دراسية تصب في صالح تقوية شخصية الطالب ليتمتع بالاستقلالية في تحقيق ما يصبو إليه وأسرته ووطنه وتجاوز كافة العقبات التي قد تعترض مسيرة حياته المهنية والعلمية.

وحسب تصريح وزير التعليم العالي البروفيسور ” بداري كمال ” أنه بات من الضروري اعتماد خطة تعليمية واضحة المعالم، ترتكز في جوهرها على اكتساب الطالب مهارات ومعارف ومعلومات عصرية حديثة تنفعه وتنفع مجتمعه، لأن هذا المسعى يعبر عن استراتيجية جديدة للتعليم العالي والبحث العلمي تجعل من الجامعة الجزائرية قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأكد على ضرورة مواكبة الجامعة الجزائرية للاقتصاد العالمي الذي دخل حيز اقتصاد المعرفة، الثورة الرقمية، الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية.

لم يعد الطالب بحاجة فقط الى الشهادة العلمية بقدر حاجته الى إنشاء مؤسسة، ومعرفة الطالب مهارات مميزة ومطلوبة في سوق العمل، لتكون الطريق الذي يوصله الى حلمه من أجل ان يبني له مستقبل زاهر يخدم وطنه ومجتمعه، ولن يتم ذلك الا بخلق مؤسسات ناشئة لتلائم التقدم التكنولوجي الحاصل في العالم، وإعادة تفعيل الجامعة وأنشطتها الهامة في المجتمع، لمن الضروري أن يكون لها الأثر الفاعل والجلي في تنمية وتطوير المجتمعات. فالجامعات هي مكمن الابداع والابتكار فالأجيال التي ستتخرج منها، سيكون على كاهلها مسؤولية احداث التغيير المنشود في المجتمعات وتقويتها، بما تطرحه الأجيال من الأفكار الجديدة الواقعية القابلة للتطبيق على أرض الواقع، وبما تحمله من حماس وجرأة على القيام بالخطوات الضرورية على مختلف الأصعدة.

فلكي يتمكن الجيل القادم الذي يعقد عليه الأمل في إحداث التغيير الذي يبتغيه أفراد المجتمع، لا بد للجامعات وهي الحاضن الرئيسي له، ان توفر الأدوات والمساحة الكافية كي يتمكن الجيل من القيام بدوره مستقبلاً. إن إعطاء الأولوية للطلبة للإفصاح عن آرائهم وما يجول بداخلهم والتعبير عن تلك الأفكار، من أفضل الطرق لإعدادهم ليكونوا حاملي لواء التغيير والإصلاح ومن سيقومون بإدارة دفة عملية التغيير. ولا يتأتى ذلك إلا من خلال المحيط الإيجابي الذي يساعدهم على إبداء أفكارهم والتصريح عن أحلامهم بكل أريحية وثقة، وتقديم كل ما يلزم كي يكونوا بحق نعم الخلف الذي سيتولى قيادة مسيرة التنمية والتطوير في الجزائر، ويأخذ بيد أفراد المجتمع الجزائري نحو مزيداً من التجديد والإصلاح.

فالصرح الحضاري لأي دولة لا يستطيع أن يثبت قواعده إلا بسواعد أبنائه الذين تربوا على حبه والإخلاص له.
ونحن في الجزائر نفتخر بأبنائنا الطلبة وبقدراتهم وطاقاتهم، وامتلاك العديد منهم لمواهب و مهارات مميزة وجميلة، والتي تستحق كل الدعم والتقدير، كما ونهيب بمؤسساتنا الرسمية والغير رسمية، تبني قدرات أبنائنا الطلبة ورفع مستواها، والأخذ بأيديهم نحو زرع الثقة في نفوسهم وايلائهم المسؤولية التي يستحقون ومساندتهم بشتى الوسائل والطرق، لأنهم الدعامة الأساسية والمهمة التي تدعم مسيرة الازدهار والتقدم في وطننا الغالي.

د. عليلي عبد السلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا