وداعا مرزاق…

0
355
مرزاق

وري الثرى بمقبرة القطار بالعاصمة جثمان الروائي الجزائري الكبير مرزاق بقطاش بعد مرض عضال ألزمه الفراش، عن عمر ناهز 75 سنة لتنطفئ شمعة وضاءة في سماء الأدب والصحافة منحت المشهدين الأدبي والإعلامي إضافات نوعية متميزة خلال سبعة عقود ونيف من الزمن.
كتب القدر شهادة ميلاد ثانية وعمرا جديدا للروائي مرزاق بقطاش بداية التسعينيات وبالضبط في سنة 1993، عندما تعرض لمحاولة اغتيال نفذها إرهابيون، لكنه نجا منها بأعجوبة ليواصل معركتي الكتابة والتأليف دون خوف، بل منحته العملية الجبانة نفسا آخر كرس فيه نقد النقد على الثابت والمتغير.
نعى المشهد الثقافي كتابا وإعلاميين عبر صفحاتهم الافتراضية رحيل صاحب “مومس البحر ” فاستذكر محمد زتيلي عبر صفحته رحلته مع الفقيد قائلا : “أول لقاء بالروائي بقطاش مرزاق كان أول مرة بوزارة الثقافة عندما ذهبت عام 1978 لأدفع مادة أدبية لمجلة آمال التي كنت عضوا في هيئة تحريرها إلى جانب شباب آخرين هم محمد الصالح حرز الله وعبد العالي رزاقي، وحمري بحري، وأمين الزاوي، وعبد الحميد شكيل.
أضاف زتيلي “بعد خروجي من مديرية الآداب والفنون التي كان علي رأسها محمد سعيدي المثقف والسياسي والإعلامي رحمه الله، قابلني في مكتب مجاور الكاتب بقطاش مرزاق الذي وإن كنت أعرفه عن بعد إلا أننا لم نتواصل ونتعرف بشكل كاف رغم أني قرأت له رواية طيور في الظهيرة وقتذاك، وتجاذبنا أطراف الحديث علي عجل ومد يده وأهداني كتابا حول الفنان التشكيلي العالمي المعروف فانڨوڨ الذي اشتهر أكثر بقصة قطعه لإحدى أذنيه، وقد قرأت الكتاب المنشور علي ما أذكر في مصر بدار الهلال وهي السلاسل التي كانت تصل وتباع في وقتها”.
أكد زتيلي أن “اللقاء الثاني كان بعد ذلك بشهور أو سنة أو سنتين عندما دعاني عبد العالي رزاقي أنا والكاتب إدريس بوذيبة لتقديم محاضرة مشتركة بيننا حول الرواية الجزائرية في إطار برنامج وزارة التعليم العالي مديرية النشاط الثقافي التي يرأسها المرحوم مصطفى كاتب وينشطها ويشرف عليها عبد العالي رزاقي، وكان النشاط في قاعة المحاضرات بحي شاراس والمسماة قاعة كابري”.
وأوضح الإعلامي السابق بجريدة النصر الجهوية أنه “لا يزال يتذكر اللحظات الدقيقة أثناء المحاضرة التي قدماها والتي كانت مختصرا لمشروع دراسة مطولة للرواية الجزائرية دعاني إليه الصديق بوذيبة وخططنا له وكانت بيننا لقاءات حول الروايات التي صدرت الى ذلك الوقت وكنت أتنقل أحيانا إلى سكيكدة للقاء وينتقل إلى قسنطينة لنتواصل عن قرب حول الموضوع، ودام هذا قرابة سنة أو ربما أكثر”، وتابع “كان الحضور كبيرا وكان النقاش مشجعا وشاكرا لنا لما قمنا به، وحينما خرجنا رأينا بقطاش مرزاق يقف في آخر الشارع مع مترجم الرواية الجزائرية في ذلك الوقت مارسيل بوا، فلما حدثنا شكرنا كما شكرنا مارسيل بوا، وأذكر أن ما قلناه حول رواية طيور في الظهيرة لم يكن كله كلاما ايجابيا فلما سألناه ما رأيك فيما ذكرناه، قال لنا متفق معكما”.
نورالدين السبيطي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا