واجعوط…صمت وانطواء فحديث وسقوط

0
373

 

16 شهرا منذ استوزاره على رأس قطاع التربية، قادما من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات، فضل أستاذ الرياضيات محمد واجعوط التزام مكتبه بالمرادية، فلا ندوات صحفية ولا حوارات ولا مشاركات في لقاءات عامة.

ظل الرجل بعيدا عن المشهد مختفيا، على خلاف من سبقته للمنصب نورية بن غبريت، التي ملت الساحة بتصريحات عدت في خانة “ضرب الثوابث الوطنية”، وأنها موكلة باستهداف القيم والأصول.

ولعل هذا الأمر ما جعل الوزير يسلك نهجا أبقاه بعيدا عن الأضواء، ومن يذكره يذكره بمساره المتميز في “البوليتينيك” فهو “أستاذ ذو علم وكفاءة ولا هواة توزيع العلامات على الطلبة”.

لكن رجل الرياضيات وهو الحائز على درجة الماجيستار تخصص المعادلة التفاضلية الجزئية والتحليل الدالي، يدرك يقينا أن “الرياضيات تعلم الدقة والصدق، باستحضار معطيات المسألة لاستثمارها في الكشف عن المطلوب”، لهذا وجب السؤال “من أين جاءت نتيجة المدارس القرآنية من أسباب التسرب المدرسي؟”، يبدو أن الجواب على هذا السؤال هو “باختصار منطق العبث”، حيث يحق لنا أن نعرف مصدر الدراسة التي استند عليها ليقول إن التحول للمدارس القرآنية والزوايا من مسببات التسرب المدرسي، كما لم يكشف الوزير بالارقام عدد المنقطعين عن الاقسام الدراسية والتحول للمدارس القرآنية، فالمسألة ليست مجرد حديث مقاهي أو كلام لباحث عن شهرة أو تصريحات لمن يدعون أنهم “متنورون” غرضهم استهداف المؤسسة المسجدية بكافة مرافقها.

 

لقد ظهر واجعوط، بعيدا عن الشهادات المرموقة التي يحوزها في اختصاص دقيق للغاية، أنه لا يحسن الكلام، ولا يعرف التصرف في المعلومات، وأنه صاحب تعامل مع أرقام لا حروف وكلمات وعبارات.

يبدو أن الرجل يعي جيدا أنه غير قادر على التصرف في الملفات ومواجهة الآخر، لذلك رسب في أول امتحان له، فقبل تاريخ اليوم، لم يكن الوزير معروفا لدى الجزائريين كثيرا، رغم أنه يتولى تسيير حقيية حساسة للغاية، وهنا نذكر أنه كان يرفض النزول للبرلمان، ووصل عدد الأسئلة التي طرحها عليه البرلماني السابق لخضر بن خلاف 300 سؤال، نعم 300 سؤال من برلماني واحد، بالمحصلة لقد سقط الوزير في أول ظهور له، واستسلم لجواب تم إعداده من قبل كبار إطارات الوزارة، دون أن يستخدم الوزير مهاراته الخارقة في الرياضيات للاستدلال في كيفية الوصول للنتيجة، وكأننا أمام آلة حاسبة جامدة.

وليد رابحي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا