يرتقب محللون سياسيون بروز معالم جديدة تحكم الحياة السياسية الوطنية، بتقدم القوائم الحرة المترشحة للتشريعيات المقبلة، لأول مرة، على حساب القوائم الحزبية، وظهور فاعلين جدد فضلوا خوض المعترك السياسي بعيدا عن الأحزاب السياسية التي “فقدت بريقها“.
فبإعلان تمكن الأحرار من إيداع 1220 قائمة ترشح لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، مقابل 1180 قائمة أودعتها أحزاب سياسية، وضع يفسره محللون بتراجع مصداقية هذه الأحزاب لدى القاعدة الشعبية.
فبعد الحراك الشعبي، “أضحت هذه الأحزاب، في نظر القاعدة الشعبية، مرادفا للإفلاس السياسي”، أما العامل الثاني الذي كان له وزنه في تقوية جبهة القوائم الحرة فهو دعوة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الشباب إلى المشاركة في الحياة السياسية والانخراط في مسار بناء مؤسسات جديدة، تحظى بالثقة والمصداقية.
ومن المحتمل، حسب ذات المحللين، أن تمتد ظلال هذا التغيير لتشمل التركيبة المستقبلية للمجلس الشعبي الوطني التي لطالما سيطرت عليها الأحزاب السياسية، مقابل تمثيل ضئيل، لا يكاد يذكر أحيانا، للأحرار.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية يرى المحلل السياسي ابراهيم زيتوني، أن التقدم الذي أحرزته القوائم الحرة على حساب أحزاب “تقليدية”، نتيجة “طبيعية” لما أسماه بـ”انفجار الأحزاب السياسية، بعد اضمحلالها، سابقا، في نظام سياسي أصبح يقترن لدى العامة بالفساد“.
فيما يرى المحلل السياسي مصطفى هدام، أن الانخراط في الأحزاب السياسية، وفقا للإيديولوجيات التي تنتمي إليها، فـ”هذا النوع من الانتماءات السياسية هو في طريقه إلى الزوال.
رميساء.رحماني