في الذكرى الخامسة لملحمة بن قردان "تونس" المحلل السياسي اليحياوي بلحسن لـ"أخبار الجزائر الجديدة":

مازال الملف غامضا وتجفيف منابع الإرهاب يتطلب تعاون بلدان المنطقة

0
332

تعود الذكرى الخامسة لأحداث “بن قردان” بتونس المتعلقة بتحطيم أول أرضية أرادها تنظيم “داعش الإرهابي” لتكون ما أسماه “إمارة الخلافة” بالشرق التونسي على الحدود الغربية لليبيا، فجر 7 مارس 2016، أين تشابك إرهابيون مع قوات الأمن التونسي، استمرت حتى 9 من نفس الشهر، أدت إلى القضاء على 50 عنصرا إرهابيا والقبض على 7 آخرين، بينما استشهد 18 عسكريا ومدنيا وجرح مواطنا.

وتواصلت كرونولوجيا الأحداث إلى غاية 24 ماي 2016، أين انتهت بحجز كميات كبيرة من الأسلحة كانت مخبأة هناك. وبهذا قُبِر تنظيم داعش في مهده، لكن تبقى أسئلة عديدة تطرح نفسها، حاول موقع أخبار الجزائر الجديدة الإجابة عنها في الحوار التالي مع الإعلامي والمحلل السياسي التونسي اليحياوي بلحسن.

 

 تحل اليوم الذكرى الخامسة لأحداث “بن قردان”، ما هي قراءتكم الأولية لتلك الأحداث؟

حلت الذكرى الخامسة لأحداث “بن قردان” ومعها تبقى إلى اليوم العديد من الأسئلة لم تجد الأجوبة المقنعة بعد، من بينها من هم المسؤولين المباشرين لهكذا عملية؟ هل ثمة اختراق داخلي في تونس؟سهل لهذه المجاميع غزوتهم لمدينة بن قردان؟ ما هو المخطط الأكبر؟ ماذا كان يخطط هؤلاء بعد مدينة بن قردان؟ ماهي الأطراف التي تورطت في عملية تسهيل دخول الدواعش؟ سواء كان ذلك من الجانب الليبي أو كان ذلك حسب بعض الروايات من الجانب التونسي… إلى جانب أنه لهذه اللحظة لم تكشف كل هذه الأحداث التي تدور حول ما اصطلح على تسميته بـ”ملحمة بن قردان”.

 

هل أثرت تلك الأحداث على منطقة بن قردان وهل تم تطهيرها من جيوب داعش؟

المؤسف أنه رغم ما قدمته هذه المدينة من شهداء ودفاعها عن أمن تونس، لازالت مهمشة تنمويا من طرف الدولة، خاصة المناطق الحدودية، لأنها خط الدفاع الأول أمام كل خطر يهدد البلد خاصة بالحديث عن منطقة تقع بحدود شرق تونس أي غرب ليبيا، أين تتمركز الكثير من الجماعات الإرهابية، بعدما تم إعادة تدويرها، عقب تواجدها بين الحدود السورية التركية، تم إرجاعها إلى هذه المنطقة أو بلد المنشأ، لأنه لا يمكن أن نغفل أو ننسى أن الكثير من الأدوات الإرهابية التي انطلقت من المنطقة المغاربية “المغرب العربي” وبالضبط “طرابلس” المنطقة الغربية بليبيا، وبالتالي تم تدوير هذه الجماعات والعودة بها إلى هذه المنطقة.

 

 

هل حَمَت تونس الجهة المقابلة من البحر الأبيض للمتوسط في هذه الأحداث؟

في اعتقادي لم تكن هناك نوايا للإرهاب ببن قردان للتخطيط لبلوغ حدود المتوسط.

فهمّهم هو إرساء “إمارة” بمنطقة جربة وبن قردان والمنطقة الغربية لليبيا، ولم تكن هناك أهداف للوصول إلى حدود المتوسط، ولو كان ذلك مطروحا، لقامت تونس بذلك الدور لحماية سواحل المتوسط. نحن اليوم نتحدث عن عمليات الهجرة السرية أو غير الشرعية، وهو مبحث آخر لديه علاقة بالإرهاب، تهريب البشر والتهريب بصفة عامة، لكن بطريقة سرية.

 

ما سبب استمرار التواجد الإرهابي بالمنطقة؟

لتونس دور يتجاوز حدودها والخطر لازال قائما إلى اليوم بتونس، ليبيا والجزائر بمثلث الحدود ومثلث المنطقة الساخنة والمشتعلة لتكون مسرحا لصراعات بين القوى الدولية.

وبالتالي المنطقة بين أدوات منها الأدوات الإرهابية التي تخدم بطريقة مباشرة وغير مباشرة أهداف هذه القوى الدولية التي تحاول السيطرة على منابع النفط والغاز ومنابع الثروة وأيضا الطرق التجارية، فالآن أصبح هناك اهتمام أكبر بالطرق التجارية خاصة تلك التي تؤدي إلى إفريقيا.

 

ماهي موارد الإرهاب بالمنطقة؟ 

حقيقة هذه المجاميع الإرهابية وُجِدت لتبقى وليس لتندثر لأن المراد منها أن ترسم هذا المثلث الإرهابي بالمنطقة الغربية لليبيا، شرقا باتجاه جماعة بوكو حرام بنيجيريا وغربا باتجاه حدود الصحراء.

هذا المثلث يَعتاش من عمليات التهريب، والتهريب والإرهاب يجتمعان وقلّما يفترقان وبالتالي إذا كنا نريد القضاء على الإرهاب علينا أن نجد حلا لمشكل التهريب بين حدود البلدان.

 

ما هو الحل لهذا المشكل برأيك؟

الحل يكمن في إيجاد أساليب معتمدة على التبادل التجاري وبالتالي القضاء تماما على نشاط المهربين. عند خلق نشاط تجاري ومناطق حرة للتبادل بالعملة المحلية. هناك العديد من الأساليب التي يمكن خلقها وبالتالي تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية وهذا لن يحدث إلا بتعاون هذه الدول.

 

حاورته: ميمي قلان

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا