قال المؤرخ والخبير السياسي الفرنسي، أوليفيي لوكور غراندميزون، إنه على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اغتنام ذكرى مجازر 8 ماي 1945، للاعتراف بشكل واضح بجرائم فرنسا الاستعمارية بالجزائر وأنها “جرائم حرب وضد الإنسانية “، مشيرا أن تقرير المؤرخ الفرنسي بنجمان سطورا غامض حول المجازر.

 وأوضح اوليفيي لوكور غراندميزون، في حديث خص به “وكالة الأنباء الجزائرية”، باعتراف ماكرون بجرائم فرنسا الاستعمارية ، سيكون  وفيا لتصريحه الذي أدلى به في 16 فيفري 2017  بالجزائر، عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية”.

 وأشار الدكتور في العلوم السياسية والأستاذ الجامعي في ذات التخصص، وكذلك مؤلف عدة أعمال حول الاستعمار الفرنسي إلى “المداهمات والتعذيب والإعدامات العشوائية  والإختفاءات القسرية، التي ارتكبت في حق السكان المدنيين (في الجزائر)، قد تمت تنفيذا لخطة محددة”، مضيفا ان “العناصر المكونة للجريمة ضد الإنسانية كانت متوفرة، كما أثبته منذ زمن طويل المؤرخون والمؤرخات الذين درسوا تلك المجازر”.

وأضاف ذات المؤرخ و الخبير السياسي، أن “العدالة تطال كذلك أحفاد الضحايا وأبناء الهجرة الاستعمارية وما بعد الاستعمار، سواء كانوا فرنسيين أو جزائريين، الذين هم في انتظار ذلك منذ زمن طويل، و يطالبون به دون أن يجدوا الآذان الصاغية”.

وحمل المؤرخ الفرنسي، مختلف رؤساء الدولة الفرنسية، وحاليا إلى الرئيس ايمانويل ماكرون” مسؤولية بقاء مصالحة الذاكرتين بين الجزائر وفرنسا عالقة، بعد 76سنة من تلك الأحداث الأليمة.

  كما عرج المتحدث، على الجرائم التي ارتكبت في كل من سطيف وقالمة وخراطة،”. والمظاهرات التي شملت كل منطقة قسنطينة، قد خلفت آلاف الضحايا، “الذين اعتقلوا وعذبوا واعدموا بدون محاكمات، من أجل استتباب النظام الاستعماري، الذي أقرته فرنسا و ترهيب السكان الأصليين بشكل دائم”.

وفي رده على سؤال حول تقرير المؤرخ الفرنسي بنجمان سطورا، الذي كان غامضا حول مجازر 8 ماي  1945، ولم تتطرق توصياته إلى الجرائم التي اقترفها الجيش الاستعماري، رد لوكور قراندميزون قائلا “الآن وقد أصبح التقرير لدى الرئيس ماكرون، فإن المسؤولية  له وحده، ومرة اخرى فان المشكل لا يكمن في العرض الدقيق للحقائق وتسلسل الأحداث وحيثيات الظرف الوطني والدولي، التي أدت الى ارتكاب تلك المجازر، وليس كذلك في تلك المتمثلة في التوصيف القانوني لتلك المجازر، التي لا تروق للبعض”.

شهرزاد. مزياني