رمضان والحركة الأسيرة

0
917
رمضان

هل شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار على الأسرى الفلسطينيين وهم ما يزالون يقبعون في سجون الإحتلال الصهيوني حتى أنهم إعتادوا على ممارسة الطقوس الدينية في شهر رمضان المبارك في السجن رغم نقص عدد من الطقوس الرمضانية بسبب عدم إحترام حرية الديانات السماوية من قبل إدارة سجون الاحتلال وحكومة نتنياهو العنصرية حسب ما نص عليها القانون الدولي وحقوق الإنسان وهذا ليس بجديد على دولة الاحتلال وحكومتها الاحتلالية التي تضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية وأيضا ارتكاب الجرائم اللاإنسانية بحق الشعب الفلسطيني وأسراه البواسل والتي تهدف إلى إنهاك الشعب الفلسطيني وكسر إرادة ومعنويات الأسرى الفلسطينيين الذين لا يملكون إلا الإيمان بالله وعزيمة مستمدة من الشعب الفلسطيني وقيادته الحكيمة الصامدة على الثوابت الفلسطينية وخصوصا بقضية الأسرى المستهدفة مؤخرا مًن قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة تل أبيب العنصرية.

يتعايش الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني بأبسط مقومات الحياة، حيث يوجد في كل سجن عدة أقسام وفي كل قسم يقطن به ما يزيد عن التسعين أسيرا وًيتكون القسم مما يزيد عن عشرة غرف وكل غرفة يعيش بها ما يزيد عن ستة أسرى والتي مساحتها 6 أمتار في 4 أمتار ويوجد بالغرفة حمامين ومطبخ وثلاثة أسرة بطابقين وخزائن للملابس وأدوات للمطبخ وكل هذه الأدوات مع الستة أسرى في غرفة ستة أمتار بأربعة أمتار كما أسلفنا.

ويوجد ساحة بين الغرف لا تتجاوز الثلاثون مترا بستة أمتار وتسمى الباحة أي الفورة وكل هذه المعطيات موجودة في أفضل سجون الاحتلال الصهيوني لأنه هناك سجون صهيونية لا تصلح من الناحية البيئية والصحية والنفسية للعيش فيها ولكن دويلة الكيان الصهيونى غير مبالية بصحة الأسير الفلسطيني.

تفتح أبواب غرف السجن للخروج إلى الباحة من الساعة الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء ويكون خلال هذا الوقت فحصين أمنيين للغرف وعدد امني للأسرى ويجب على الاسرى النزول إلى الغرف وقت الفحص ولا تفتح الغرف إلا في أوقات محددة بعد كل نصف ساعة للخروج إلى الفورة وتكون هذه على مزاج السجان المناوب وبسبب هذه الأوقات الإلزامية لا يستطيع الاسرى أداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح جماعيا في الباحة حيث تختصر الصلوات على جماعة الغرفة الواحدة لان الغرف تكون مغلقة بعدة إقفال ولا تفتح لأي سبب يذكر إلا بحالات مرضية مستعصية أو مداهمة وتفتيش حيث تكون قوة كبيرة من إدارة السجون عندما يفتح باب الغرفة، أما بخصوص وجبات الطعام في شهر رمضان المبارك فيضطر الكثير من الأسرى الفلسطينيين إلى تخزين الخضروات واللحوم قبل شهر رمضان بزمن ليستطيع الأسير الفلسطيني صنع وجبة طعام في شهر رمضان تليق بإفطار الصائم أما وجبة السحور التي يضطر الاسرى إلى التجهيز لها وإحضار الأصناف قبل أذان المغرب أي قبل إغلاق الغرف مما يؤدي في كثير من المرات إلى فساد هذه الأصناف بسبب ارتفاع درجة الحرارة داخل الغرفة ،ناهيك عن شراء الكثير من الخضروات واللحوم على نفقة التنظيم والأموال التي تحولها السلطة الفلسطينية للأسرى وأيضا نفقة الأسير الفلسطيني الشخصية ولولا هذه الأموال المحولة من السلطة الفلسطينية وأيضا نفقة الأسير الشخصية لمات الاسرى جوعا بسبب النقص في وجبات الطعام التي تحضرها إدارة السجون والتي لا طعم لها ولا لون.

رغم كل هذه المعاناة والانتهاكات الدينية والصحية والنفسية التي يتعرض لها الاسرى الفلسطينيون إلا إنهم يستطيعون تحضير وجبات جيدة من الأموال التي قدمتها السلطة الفلسطينية ومن نفقة الاسرى نفسهم كما أسلفنا سابقا.

وهنا تظهر أبرز معالم الألفة والعادات الفلسطينية حيث يتبادل الأسرى الأطباق ويتنافسون في فنون الطهي كما أنهم يصلون داخل الغرفة جماعة وخصوصا صلاة التراويح كما يتناولون الطعام جماعة بالإضافة إلى شرب العصائر كما العائلة الواحدة وتصدح حناجرهم مرددة بالدعاء والابتهال الى الله في هذه الأيام المباركة ليفرج كربهم ويفك أسرهم و يحرر أرضهم من دنس الاحتلال الصهيوني ويعيد اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب وتعزيز ثقة الشعب بقيادته .

خلاصة القول : إن سجون الاحتلال الصهيوني وبمساعدة المخابرات الصهيونية تبحث عن أي وسيلة لكسر ودحر إرادة الاسرى وتقاتل من اجل استفزازهم بشتى السبل والتنغيص عليهم ولكن تبقى إرادة الأسير تعانق عنان السماء ويبقون الجنود الأوفياء الذين لا تكسر هيبتهم ولا يركعون إلا لله عز وجل.

بقلم الأسير: ظافر برهم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا