رئيس الجمهورية يعرض أرضية لإنعاش وبعث رؤية منسقة لمنظمة التعاون الإسلامي

0
258

أكد رئيس الجمهورية ستَظلُّ الجزائر على استعداد دائمٍ للمساعدة في البحث عن السبل الـمُفضية إلى التوافق والاستقرار، وتبقى حريصةً على الدعوة للحوار الشامل والـمصالحة الوطنية، وهي تتابع باهتمام التطورات الحالية في بعض بلدان العالم الإسلامي الشقيقة (اليمن، ليبيا، سوريا والسودان).

وفي رسالة بعث بها رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” بمناسبة الدورة السابعة عشر (17) لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الجارية أشغاله بالجزائر العاصمة، أن اختيار شعار هذه الدّورة “رهاناتُ الحداثة والتنمية”، جاء موافقا للوضع الحالي، في ظل التهديداتِ الـمُتَفاقِمةِ، وتأثيرات العالم الافتراضي، التي فرضتْ واقعًا يَسْتَوْجِبُ تَعزيز أواصر التعاون بين شعوبنا وتفعيل آليات العمل التضامني في البحث عن الأساليب الكفيلة بإيجاد الحلول الـملائمة، وتغليبِ لغةِ الحوار بعيدًا عن كل أشكال التعصب والتطرف. حيث قدم رئيس الجمهورية مبادرة بآليات عملية لتعزيز التعاون والتضامن الإسلامي، تمحورت حول ثلاثة (3) اقتراحات، تمثلت في إنشاء مركز بحث لتعزيز الـمناعة الفكرية، إزاء التحولات الرقمية الـمتسارعة التي تواجهها الـمجتمعات الإسلامية، ويكون هذا الـمركز ضمن جهاز الاتحاد، والجزائر مستعدة لاحتضانه. ثانيا بعث استراتيجية للتعاون الفكري، والإلكتروني والسيبيراني بين الدول الأعضاء في الاتحاد. ثالثا وأخيرا إنشاء حاضنة لاستقطاب وترقية الـمؤسسات الناشئة والـمشاريع الـمبتكرة لفائدة الشباب.

كما تحدث رئيس الجمهورية عن الأحداث والتغيرات التي تأتي في سِياقٍ دَوْليٍّ وإقليميٍّ يَشْهَدُ نِزاعاتٍ وصراعاتٍ مُعقَّدة، وأزماتٍ متعددة أبرزها ما يتعلق بالطاقة والغذاء، التي تعصف بكامل الـمعمورة، بالإضافة إلى أخطار محدقة أخرى، مثل الإرهاب والاختراقِ الفكريِّ الـمُراد بِه الـمَسَاسُ بِمرْجِعِيَاتِنا، وتَفْكِيكِ مُجْتَمَعاتِنا.
وأردف الرئيس أن هذه التحديَّاتِ الكبيرة التي يفرضها الوضع العالمي الـمتأزم لا تُنْسي الأزمات السياسية والأمنية، وبؤر التوتر ورهانات التنمية، التي يُعاني منها عالـمنا الإسلامي والتي تشكل – بالتأكيد – أُمَّهاتِ القضايا الـمطروحةِ على أجندة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
مؤكدا أن القضية الفلسطينية، ستبقى القضيةَ الـمركزية الأولى للأمة الإسلامية، ولـمنظمة التعاون الإسلامي واتحاد مجالس دوله الأعضاء .. وإنّنا في هذه السانحة، ندعو إلى مضاعفة الجهود لحشد الـمزيد من الدعم السياسي والـمادي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود إزاء ما يتعرض له من جرائم ممنهجة واسعة النطاق، خاصة في ظلِّ تعنُّتِ الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار انتهاكاته الجسيمة من خلال توسيع مستوطناته، وآخرها انتهاك مقدسات الـمسجد الأقصى.

وفي هذا السياق، فإن الجزائر إذ تُجدد تمسكها والتزامها بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها الرامية إلى ضمان تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني الـمشروعة في إقامة دولته الـمستقلة، ستعمل مع الأشقاء في العالم الإسلامي .. ومع كل الدول الـمناصرة للحق والحرية في العالم على تكريس العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم الـمتحدة. مجددا تهانيه للإخوة الأشقاء الفلسطينيين على التوافُقِ حول “إعلان الجزائر التاريخي” للمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، أدعو اتحادكم الـموقّر إلى مرافقة الإخوة الفلسطينيين نحو استكمال هذا الـمشروع الوطني، وتنفيذ الاستحقاقات الوطنية الـمنصوص عليها في خارطة الطريق الـمعتمدة.

وانتهز رئيس الجمهورية”عبد المجيد تبون” الفرصة ونبه المشاركين إلى مظاهر العداء والكراهية ضد الـمسلمين التي تسببت في تَزايُدِ التمييز والتهميش والإقصاء، تستلزم مضاعفةِ الجهود والاجتهادات لإيجاد صِيَغٍ حضاريةٍ، نَتصدى بها للتمييز الـممنهج ولـمشاعر معاداة الإسلام والكراهية واللاتسامح. فالإسلام السمح هو دين الوسطية والاعتدال، والـمُثُلِ الإنسانية العليا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا