لقنت حركة البناء درسا قاسيا لأحزاب التحالف، بعدما سحبت بساط الرئاسة من تحت أرجلهم، وواصلت حشرها لهم في الزاوية، عقب إذلالها لهم بتشتيت صفوفهم ونجاحها في تأليب أعضاءهم ضدهم، خلال جلسة تقسيم اللجان.

حيث لم يترك رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران “محمد شلابي” عن حركة البناء الفرصة لخصومهم، ينفذون مخططهم الثاني، حتى بادرهم مباشرة خلال الاجتماع المغلق الذي نظموه لاختيار نواب الرئيس وتقسيم اللجان، بأنه انتهى من تعيين النواب، وبقي فقط التفاهم بينهم لتقسيم اللجان، بعدما كان قد وضع مخططا فخ، لتحطيم تحالفاتهم من داخلها.

أين تلا مباشرة قائمة النواب الذين اختارهم على أساس الولاء، لأنهم ينتمون للأحزاب المناوئة لحركته على غرار “عبد العزيز السنوسي” عن حزب المستقبل و”تيشكو بوحسون” عن الأرندي، رغم أن كتلة الأرندي أظهرت محضرا رسميا يفيد بإقصائه من الحزب نهائيا، بيد أن رئيس المجلس الشعبي الولائي “شلابي”، أكد لهم أنه يستحق المنصب لأنه وقف إلى جانبه ودعمه في الانتخابات، بعدما تمرد على عشاء التحالف الذي شهد إمضاء محضر من طرف نواب الأحزاب لصالح الأرنداوي “الحبيب بلعز”، كما نادى على باقي النواب المنتمين لحركته وكذا الأحزاب التي نالت مقاعد قليلة وأقصاها الأرندي مع المستقبل وحمس من تحالفهم، وعددهم 4 نواب من أصل 6، بعدما تم منح مقعدين للموالين له من التحالف المناوئ له. ثم غادر قاعة الجلسات داعيا أياهم إلى اختيار اللجان وتقسيم المهام، لأنه غادر ليلحق بالموكب الرسمي للوالي في إطار عمل.

بمجرد مغادرة رئيس المجلس الشعبي الولائي لقاعة الجلسات، حتى انتفض المنتخَبون، رافضين لطريقة لتقسيم بعدما كانوا قد تفاهموا حولها سابقا، بفعل تعيين الرئيس للنواب الذي نسف مخططهم، فاستمر الصراع لساعات طويلة، انتهى بنجاح مخطط حركة البناء، حيث حصلت هذه الأخيرة على 3 لجان تتعلق بالمالية، التربية والنقل، فيما حصل حزب تاج على لجنتين وهما الفلاحة والشؤون الاجتماعية الشباب والجمعيات، فيما حصل حزب العمال على لجنة السكن والتعمير، وحزب صوت الشعب على لجنة التنمية، التشغيل والاستثمار، بينما حصلت حركة حمس على لجنة الإعلام، وحزب الأرندي على لجنة الصحة، في الوقت الذي خرج حزب المستقبل خاوي الوفاض.

تجدر الإشارة إلى أن المنتخَبين معظمهم لم يقبل بالتقسيمات والتعيينات الحاصلة، وهو ما سيظهر لاحقا عبر خلق الانسداد لفرض تغييرات على الهياكل.

مريم عبارة