استقبل السيد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، اليوم الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 بمقر المجلس، وفدا برلمانيا مشتركا يضم أعضاء من الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، برئاسة ماركوس بيريستريلودي فاسكونسيلوس، وأعضاء من اللجنة الفرعية حول المرونة والأمن المدني، وكذا المجموعة الخاصة للمتوسط والشرق الأوسط، برئاسة فرناندو غوتيريث.
وخلال هذا اللقاء، تم التطرق إلى العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الهيئتين، ومسائل تتعلق بالراهن الدولي، لاسيما الوضع السياسي والبيئي في منطقة البحر الأبيض المتوسط على غرار تصفية الاستعمار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وكذا التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الساحل الأفريقي والتغير المناخي.
• الجزائر تراكم الإنجازات مع بداية العهدة الثانية لرئيس الجمهورية
وبالمناسبة، أكد السيد بوغالي أن الزيارة تأتي، والجزائر تواصل تحقيق منجزات عديدة في مجالات مختلفة، وتستمر في تعميقها مع بدايات العهدة الرئاسية الثانية للسيد عبد المجيد تبون، وذكر في هذا السياق، بما تحقق على صعيد بناء المؤسسات ودعم الحريات وتمكين الشباب والنساء من الولوج للعمل السياسي، واستشهد، في هذا الإطار، بحضورهما وإضافتهما النوعية للبرلمان، لافتا، في ذات الوقت، إلى التنوع والتكامل السياسي بين المجموعات البرلمانية سواء كانت أغلبية داعمة لبرنامج رئيس الجمهورية أو معارضة، كما أشاد بهامش حرية الجميع في العمل المساهم نوعيا للوطن .
وأضاف السيد بوغالي أن الجزائر، ومن منطلق الإمكانات والمقدرات الهائلة التي تتمتع بها، تحرص على بناء علاقات يسودها الاحترام المتبادل وتقوم على التعاون المثمر لكل الأطراف.
• الحلول في منطقة الساحل يجب أن تراعي تحقيق التنمية كعامل مهم للأمن
وأردف السيد بوغالي موضحا العلاقة التي تجمع الأمن في المتوسط والوضع في الساحل واستعرض التحديات التي تفرضها الأوضاع غير المستقرة وفي المنطقة، وأكد أن المسؤوليات التاريخية ومخلفاتها تستوجب الاعتراف بها للدفع بالمصالحة والتقدم نحو المستقبل وفق شراكة وتنمية حقيقية،
وأبرز رئيس المجلس، في هذا الإطار، ما عانته دول إفريقيا بسبب جرائم الاستعمار الذي كان سببا في تجدد كثير من النزاعات وتفشي عدم الاستقرار والانتشار غير المشروع للسلاح والجرائم العابرة للحدود واستفحال الإرهاب ودفع الفدية والهجرة غير الشرعية، وأردف موضحا أن التدخلات الخارجية فاقمت الوضع ورهنت الحلول الداخلية التي يجب أن تصاغ وفق مقاربة تربط بشكل وثيق بين تحقيق التنمية المستدامة والسلام والأمن.
• مقاربات الجزائر لصون أمنها القومي سيادية ومعززة لقدراتها المتكاملة
وبالمناسبة، جدد السيد بوغالي التأكيد على مواقف الجزائر بخصوص احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ونبذ الانحياز للأطراف المتصارعة، كما ذكر بحرصها على التسويات السلمية القائمة على احترام الشرعية الدولية، وجدد التأكيد على موقف الجزائر من القضية الصحراوية العادلة ودعمها حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير طبقا للوائح الأمم المتحدة.
وشدد السيد بوغالي في هذا المقام، على أن أمن الجزائر واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار ورفاه جوارها وفضاء انتمائها الإفريقي، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة لصون أمنها القومي تنطلق من مقاربات سيادية قوية ومنسقة ومعززة لقدراتها المتكاملة.
ولدى حديثه عن التغير المناخي، شدد السيد بوغالي على أهمية العمل الجماعي لإيجاد حلول لهذه المشكلة، واقترح اتباع استراتيجية واحدة متكافئة تتجسد واقعيا على أساس الوعي وتغيير السلوكيات واقتراح قوانين تحفظ مستقبل الأجيال القادمة، وأشار، بالمناسبة، إلى عمل الشبكة البرلمانية للبيئة والمناخ على مستوى المجلس الشعبي الوطني، وما تقدمه من مساهمة فعالة وإضافة مضمونة لقطاع البيئة والطاقات المتجددة على المستوى الوطني.
وفي نفس السياق، استعرض السيد بوغالي جهود الكبيرة للجزائر للوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال مكافحة التغيرات المناخية والطاقات المتجددة وعملها على إعداد السياسات والاستراتيجيات الوطنية مع كل الفاعلين وبإشراك الخبرات الوطنية.
• رئيس وفد الجمعية البرلمانية لحلف الأطلسي : لقاءتنا خطوات مهمة لتعزيز التفاهم
من جهته، أبرز رئيس الوفد البرلماني المشترك عن الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي أهمية هذه اللقاءات واعتبرها خطوة هامة في تعزيز التفاهم والعلاقات مع الجزائر كونها تبرز استعدادات الجزائر للعمل المشترك بشكل منسق لمواجهة التحديات العالمية وإيجاد الحلول للأزمات المستعصية في المنطقة المتوسطية.
• ممثل المجموعة الخاصة للمتوسط: نسجل الدور المحوري الذي تقوم به الجزائر لتعزيز السلم
ومن جهته، أشار السيد فرناندو غوتيريث عن المجموعة الخاصة للمتوسط والشرق الأوسط إلى ضرورة توسيع العلاقات القائمة مع البرلمان الجزائري والرقي بها نحو آفاق جديدة تسمح بتبادل التجارب والخبرات في مواجهة التحديات القائمة ومن أجل العيش المشترك، مسجلا الدور المحوري الذي تقوم به الجزائر لتعزيز السلم والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
يذكر أن اللقاء جرى بحضور السادة أيوب حماد، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، عيسى نايلي، رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس الأمة، البراء بن قرينة، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية، إضافة إلى النائبين النائبين إليمي فريدة ومحمد فوزي بن جاب الله، فيما حضره من الوفد الضيف ثلاثون نائبا من الدول الأعضاء.