ارتفعت أصوات المجتمع المدني بوهران منادية السلطات بالتكفل بالحي العتيق “سيدي الهواري”، بعدما بدأت عماراته في السقوط أمام أنظار الجميع، حسبما تم تداوله من فيديوهات توثق لعملية الانهيار.
حيث دعا السكان إلى ضرورة التكفل بالحي، عبر ترميم بناياته وتحويلها إلى آثار تمنح الفرصة للزوار للاطلاع على التاريخ القديم للمدينة، وجعله فضاء سياحيا بامتياز، لاسيما وأن بناءه يعود إلى العهد الاسباني، وهو يوثق لمرحلة مهمة، قاومت خلالها وهران الاحتلال الصليبي ودحرته، كما أنها تلك البنايات تعتبر تحفة معمارية خاصة.
يذكر أنه في عهد وزيرة الثقافة السابقة “خليدة تومي” وحين كان “عبد المالك بوضياف” واليا على وهران، أرادت بعض الأطراف تهديم سيدي الهواري وجعله منطقة سياحية عصرية، يمنح إنجازها وتسييرها إلى شركات خليجية، لكن أبناء وهران استماتوا في الدفاع عن الحي العتيق، فأصدرت وزيرة الثقافة “خليدة مسعودي” قرار يمنع التصرف في حي سيدي الهواري وجعله متحفا معماريا، وأطلقت دراسة لإعادة ترميمه تحت إشراف لجنة يرأسها “مراد بوتفليقة”، بعد ترحيل سكانه إلى سكنات لائقة، لكن الواقع كان عكس ذلك، فتم تحويل بعض عماراته إلى مقرات لمؤسسات رسمية للدولة، بينما تم ترحيل جزء من سكانه، وبقيت تلك المساكن عرضة للتغيرات الطبيعية، التي أثرت على البنايات، فزاد اهتراؤها وأصبحت قطرات مطرية تسقط الجدران والسقوف، حتى تحولت إلى خطر حقيقي يهدد سلامة المارة والسكان الباقيين هناك.
يذكر أن الوالي الحالي، بعد رؤيته لفيديو يوثق سقوط عمارات بسيدي الهواري، تنقل إلى عين المكان، وأكد أنه لا توجد نية لتهديم الحي العتيق وإنما سيكون اجتماع يجمع كل المعنيين، بما فيهم المجتمع المدني والجهات التقنية، لتحديد الأجزاء التي لا يمكن تنفيذ عمليات التهيئة والترميم لها، ليكون مآلها التهديم، بينما ستخضع الأجزاء المتينة إلى إعادة ترميم وتهيئة، قصد الحفاظ على معالم مدينة وهران وجعلها مزارا سياحيا.
عبد الكريم محمد