القفطان الجزائري.. زي تقليدي عريق يعكس الأصالة المتوارثة عبر الأجيال

0
667

يعكس القفطان الجزائري الأصالة المتوارثة عبر الأجيال ويبرز عراقة هذا الموروث الثقافي من خلال القطعة الفنية التي أبدع في صنعها وتطريزها أمهر الحرفيين الجزائريين على مر العصور ويعترف العالم اليوم بقيمتها وبعدها الحضاري.

وقد أولت السلطات العمومية اهتماما كبيرا للقفطان الجزائري باعتباره من العناصر الثقافية التي تبرز أصالة الهوية الوطنية وامتدادها التاريخي، حيث افتك مكانته بعد تسجيل القفطان القسنطيني المعروف بـ “قفطان القاضي” ضمن عناصر الملف المتعلق بـ”الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية شهر ديسمبر 2024.

واعتبرت مديرة المتحف الوطني العمومي للفنون والتعابير (قصر أحمد باي بقسنطينة)، مريم قبايلية، في تصريح لـ/واج، أن القفطان “موروث جزائري وتراث حي كان يرتديه حكام الدولة الزيرية والزيانية واستمر بعدها خلال التواجد العثماني بالجزائر، حيث شهد تطورا خلال هذه الفترة بفعل ازدهار الصناعة التقليدية، وكان ارتداؤه في البداية مقتصرا على الرجال لكن بعدها تطور إلى لباس نسوي”.

وتضيف قبايلية، التي هي عضو في لجنة إعداد وإيداع الملف لدى اليونسكو، أن قفطان القاضي يعد من “أبرز الأزياء الاحتفالية عند الجزائريين ويعكس الطابع التراثي المتأصل لدى أغلب العائلات في الشرق الجزائري الكبير، حيث يتم ارتداؤه مزينا بالحلي والأحجار الكريمة خلال الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية”.

وأشارت إلى وجود سجلات عقود زواج بالمحاكم الشرعية محفوظة بالأرشيف الوطني تعود إلى القرن الـ17 الميلادي وتتضمن عبارة “زي القفطان” ضمن قائمة الصداق وشروط الزواج.

واتسعت رقعة انتشار القفطان الجزائري عبر العالم ويمكن العثور على قطع عريقة منه على مستوى متاحف وقصور ومجموعات خاصة –تقول المتحدثة– على غرار متحف ستوكهولم، حيث يعرض قفطان أهداه علي باشا لملك السويد بمناسبة توقيع معاهدة سنة 1731، ومتحف فيينا الذي تعرض به قفاطين منها قفطان حريري من تلمسان ومجموعة أهديت للإمبراطورة النمساوية إليزابيث الملقبة بـ “سيسي” (1837-1898) أو قامت باقتنائها أثناء زياراتها إلى الجزائر، فضلا عن وجود قفاطين أخرى بأحد متاحف سوريا تعود إلى لالة زينب، بنت الأمير عبد القادر.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا