التصرف المريب لفرنسا بشأن التأشيرات: الجزائر سترد بصرامة

0
132

تتابع الجزائر باستغراب شديد التطورات الأخيرة فيما يخص تسيير الاتصال الفرنسي بشأن مسألة التأشيرات، مؤكدة أنها سترد بتطبيق صارم لمبدأ المعاملة بالمثل، بما يتناسب مع إخلال الجانب الفرنسي بالتزاماته وتعهداته، حسب ما أفاد به، اليوم الاثنين، بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية.

وجاء في البيان: “تتابع الحكومة الجزائرية باستغراب شديد التطورات الأخيرة فيما يخص تسيير الاتصال الفرنسي بشأن مسألة التأشيرات بشكل عام، وإعفاء جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر لمهمة من هذا الإجراء بشكل خاص”.

وبالفعل، فإن الحكومة الجزائرية سجلت بأن تسيير الاتصال الفرنسي بشأن هذا الموضوع يبدو الآن وكأنه “تصرف غريب ومريب يتمثل في تسريبات فجة إلى وسائل إعلام منتقاة بمهارة من قبل أجهزة وزارة الداخلية الفرنسية والمديرية العامة للشرطة الفرنسية”.

ومن خلال هذه القناة غير العادية، يتم الآن الإعلان عن القرارات الفرنسية، في عدم احترام تام للممارسات الدبلوماسية المعمول بها، وفي انتهاك صارخ لأحكام الاتفاق الجزائري – الفرنسي لعام 2013، الذي ينظم إعفاءات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر لمهمة.

وفي حقيقة الأمر، فإنه إلى يومنا هذا، وفي انتهاك صارخ لأحكام المادة 8 من هذا الاتفاق، لم تتلق الجزائر أي إخطار رسمي فرنسي عبر القناة الوحيدة المعمول بها في العلاقات بين الدول، وهي في هذه الحالة القناة الدبلوماسية.

وكان القائم بالأعمال في سفارة فرنسا بالجزائر، الذي استُدعي إلى وزارة الشؤون الخارجية أربع مرات بهذا الشأن، قد أكد أنه لم يتلق أي تعليمات من وزارة الخارجية الفرنسية، كما أنه لم يتمكن إلى يومنا هذا من الرد على الطلبات الجزائرية الرسمية للتوضيح بشأن هذا الموضوع.

وتُذكر الحكومة الجزائرية رسميًا في هذا الخصوص، بأن الجانب الفرنسي هو الذي يتحمل المسؤولية التامة والكاملة عن الخروقات الأولى لاتفاق 2013 بشأن الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر لمهمة، وقد شكلت هذه الخروقات فور وقوعها موضوع بيان رسمي من السلطات الجزائرية التي استنكرتها وحمّلت الجانب الفرنسي مسؤولياته في هذا الشأن.

وتبعًا لذلك، فإن الحكومة الجزائرية ترفض رفضًا قاطعًا هذه المغالطات، وتعتبر أن الادعاء الفرنسي القائل بأن الجزائر هي من أخلت أولًا بالتزاماتها بموجب اتفاق 2013، مخالف للحقيقة.

وعلاوة على هذه التوضيحات الضرورية، تغتنم الحكومة الجزائرية هذه الفرصة لتُذكر بأنه فيما يخص إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات السفر لمهمة من التأشيرة، فإن الجزائر لم تكن أبدًا هي من طلب ذلك. وعند فرض التأشيرة في عام 1986 على مواطني البلدين، كانت فرنسا هي من بادرت باقتراح الإعفاء من هذا الإجراء لفائدة حاملي الجوازات الدبلوماسية، غير أن الجزائر رفضت وقتها هذا المقترح بشكل واضح وصريح.

وفي وقت لاحق، خلال تسعينيات القرن الماضي، جددت فرنسا هذا الاقتراح ثلاث مرات، وقوبل دائمًا بالرفض نفسه من الجانب الجزائري.

ولم تقبل الجزائر بذلك إلا في عام 2007، عندما عادت الجهات الفرنسية إلى طرح نفس الموضوع، فوافقت الجزائر في النهاية على إبرام اتفاق ثنائي يعفي حاملي جوازات السفر الدبلوماسية من التأشيرة. وبمبادرة فرنسية دائمًا، تم إبرام اتفاق جديد عام 2013، وسّع نطاق الإعفاء ليشمل حاملي جوازات السفر لمهمة، ليلغى الاتفاق المحدود لسنة 2007.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا