تبدو طريقة عرض الإعلانات على القنوات الجزائرية مثيرة للاشمئزاز، لعديد الأسباب التي تجعل المشاهد ينفر منها، ويملّ الجلوس أمام التلفاز، بل يملّ من متابعة برنامجه لكثرة الفواصل الإشهارية ومضمونها الرديء.
الإشهار هو الترويج والتسويق لمنتوج معين بطريقة تراعي العين والزمن والتشويق وذوق المتفرج، ولديه أهداف معينة، لكن في الجزائر يبدو أنّ “الإعلانات” مجرد فواصل زمنية طويلة لا تراعي أي شيء من العناصر المذكورة سابقا.
بداية من المضمون، الذي يتكرر ويبعث الملل حول مادة أو منتوج معين، إضافة إلى طريقة تقديمه التي لا تجذب المشاهد، بل تدفعه إلى تغيير القناة، والأسوأ هنا طول مدته، التي تعكر مزاج نفسية الأفراد.
ما يلا حظ في أغلب الإعلانات على القنوات الجزائرية، هو أنّ المنتوج المراد التسويق له تجده في كل القنوات، أو هذا المنتوج الواحد يعاد في فاصل إشهاري واحد أكثر من مرّة، ما يجعل المشاهد مجبرا على تغيير القناة والتخلي عمّا كان يشاهده سواء برنامج ديني أو مسلسل درامي أو كوميدي وغيره، فضلا على أنّ طول الإشهار ينسي المشاهد ما كان يشاهده.
في مقارنة بسيطة مع الومضات الإشهارات التي تنتجها شركات الإنتاج العربية والأجنبية وتعرضها الفضائيات، تلاحظ الفرق الشاسع بينها وبين الومضات الإشهارات الجزائرية من جانب الفكرة والإبداع وروح الممثلين وتوقيت عرضها قبل أو وسط أو بعد البرنامج، وكذا من الناحية البصرية والمضمون المقدم والحوار المختصر المفيد، بل هناك أحيان إشهار صامتة والفهم من طرف المتلقي يكون سريعا.
الإشهار في النهاية عبارة عن تطوير فكرة بسيطة من أجل التسويق لماركة معينة وتحقيق أرباح من خلال “خطف” عقل وقلب المشاهد.
حسام الدين وائل