الإستعداد النفسي في المراجعة لطلبة البكالوريا

0
181

من الأخطاء التي يقع فيها الأولياء عند إسداء النصح لأبنائهم المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا وضعهم في قالب المقارنة مع أبن فلان أو علان الذين نجحوا السنة الماضية في ذات الامتحان، أو كأن يقول لأبنه أو ابنته ” فرحني أو فرحيني حتى أفتخر بين العائلة والجيران بنجاحك في شهادة البكالوريا، فتجد الأبناء في هذه الحالة يعملون كل ما بوسعهم لتحقيق مراد العائلة، وينظر إلى الشهادة بأنها إنجاز مشروع متعلق بمصير العائلة، وكأن الشهادة التي سيتحصل عليها هي من أمال والديه، فتجده يقول نجحت لأجل لأسرتي وعليه نجد أغلب الحاصلين على شهادة البكالوريا يستهترون بالدراسة في الجامعة ويتراجع مستواهم الدراسي وبالتالي وأن هذه الشهادة مجرد برستيج فقط، من جهة أخرى نجد من الراسبين من وصل بهم المقام إلى حد الانهيار العصبي ومنهم من وضع حدا لحياته جراء عدم تحمله خبر رسوبه في هذه الشهادة، ويفكر دائما بأنه فشل في تحقيق رغبة والديه لشدة تأثره بأن نجاحه هو نجاح العائلة ورسوبه هو ضرب لأسرته في مقتل.
هنا يجب أن نذكر أبناءنا الطلبة أن امتحان البكالوريا في الحقيقة مجرد امتحان عادي، وليس بعبعا نخوف به أبنائنا الطلبة، وأن نملأ نفسيتهم بالخوف ونسبب لهم اضطرابات فكرية ونفسية حادة مما يدخله في دوامة نفسية صعبة جدا، وأحيانا تكون سبب إخفاق أبنائنا الذين هم فلذات أكبادنا، يكون بسبب ضغوطات العائلة، وعليه على الأولياء عدم وضع أبنائهم في وضعية نفسية لائقة حتى لا نعكر صفو أجواء المراجعة والمذاكرة.
وحتى نخلق بيئة سليمة التي تساعد التلميذ على فهم محتوى دروسه وليس الحفظ فقط، لأن عملية الحفظ سرعان ما تندثر من الذاكرة إذا امتزجت مع عامل الخوف وبالتالي لا يستطيعون الاجابة على ما يعرض له من الأسئلة من المقررات الدراسية التي درسها التلميذ خلال السنة الدراسية، ومن النصائح التي يمكن أن نسديها للتلميذ هو أن لا يضع نصب عينه أن هذا الامتحان بمثابة مقصلة سيتم قص رقبته يوم الامتحان بل بالعكس يجب أن يكون مستعدا نفسيا أولا ثم الالمام بجميع المواد التي سوف يمتحن فيها، والاستعداد النفسي يكون من خلال التحضير السيكولوجي للتلميد لأن عامل النفس أساسي الذي يلعب نسبة 70 بالمائة وجد مهم في إنعاش الذاكرة يوم الامتحان والاستقرار النفسي بصحبه استعداد ذهني الذي يسهم في تنشيط فكر التلميذ، لأن الاضطراب النفسي يسقط التلميذ النجيب في حفرة الرسوب، وقد ينجح تلميذ محدود المستوى المستعد نفسيا ويوظف معلوماته ويوزعها بسلاسة، وعليه تخفيض عامل التوتر أعظم سلاح للنجاح، والتحكم في النفس أقوى عضد يشد إليه جهازه النفسي حتى يعتدل، كما أنصح أبنائي الطلبة بالنوم الكافي، وبالتغذية الصحية وعدم ترك تراكم الدروس ومراجعتها دفعة واحدة وهنا يحدث خلل في عملية التحصيل العلمي، وأيضا عدم إرهاق الجسد والفكر حتى لا تضعف ذاكرة تخزين المعلومات، وأيضا وضع مساحة للترفيه حتى يغير التلميذ الجو وتقضي على الملل، محاولة وضع حلول للامتحانات في الشهادة البكالوريا السابقة فقط حتى يتعرف على أجواء الأسئلة ويتأقلم معها، وكذلك أنصحه بوضع برنامج جدي وواضح يقسم وقته، وأن لا يضيع وقته في مادة ما وجد فيها صعوبة وفي هذه الحالة عليه أن يراجع أستاذ المادة لتوضيح الفكرة المبهمة وفي الأخير تمنياتي بالنجاح لجميع أبناءنا الطلبة المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا.

بقلم البروفيسور أحمد قوراية
أكاديمي وخبير في الصحة النفسية

 

….

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا