اجتماع نداء الساحل: اعتماد مقاربة الجزائر الشاملة لمكافحة الإرهاب باعتبارها نموذجا رائدا

0
238

أكد المشاركون في اختتام الاجتماع الثاني لنداء الساحل الذي احتضنته الجزائر على مدى يومين باعتماد مقاربة الجزائر الشاملة لمكافحة الإرهاب باعتبارها نموذجا رائدا في مكافحة الظاهرة داعين إلى ضرورة التفرقة بين الدين والتطرف العنيف والإرهاب.

وفي ندوة صحفية نشطها رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، مناصفة مع رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، دوارتي باتشيكو، أكد بوغالي أن “الجزائر تبنت منذ البداية المقاربة الشاملة لمحاربة الإرهاب في إفريقيا وأكدت تكرارا ومرارا على أن حل المشاكل خاصة في إفريقيا لا يمكن أن تعالج إلا في القارة نفسها”.

وكانت الجزائر حسب بوغالي، من “الدول السباقة أيضا للدعوة منذ الوهلة الأولى إلى نبذ المقاربة الأمنية التي أكدت أنها لا تكفي للقضاء على الآفة وعليه لا بد من إدماج المقاربات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لمعالجة الأسباب الحقيقية للتطرف الديني أو انتشار الإرهاب”.

ومضى بوغالي يقول إن “نقص التنمية وهشاشة البنية التحتية وتردي المستوى الثقافي والتعليمي وغياب المنشآت الصحية تجعل من الدول ضرورة للحد من التطرف وظاهرة الإرهاب التي ليس لديها حدود أو جنسية معينة فيجب علينا أن نحاول تقديم مساعدات مالية لتنمية اقتصاديات البلدان وهو ما سيعيد الأمل لدى الشباب لتجنب الانخراط في مثل هذه الشبكات بعد أن فقدوا الأمل في العيش الكريم في بلدانهم”.

بالنسبة للمقاربة الدينية أبرز بوغالي أن “للجزائر تجربة في هذا المجال من خلال الزاوية التيجانية التي كان لديها الفضل في نشر الدين الإسلامي داخل نيجيريا،” لافتا إلى أهمية “نقل نموذج الدين القائم على الوسطية انطلاقا من المرجعية الدينية في الجزائر التي تقوم على الوسطية والتعايش والحث على السلم والاستقرار في أوطاننا”.

كما أكد بوغالي في كلمته الختامية على أن “اللقاء شكل مكسبا كبيرا بعد التوافق بالخروج بتشخيص دقيق وتوصيات شاملة ومتعددة الأبعاد حول ظاهرة الإرهاب وكيفية التعامل معها محليا”.

وشدد بوغالي على أنه بالنظر إلى ما تزخر به منطقة الساحل من إمكانيات كفيلة بأن تجعل منها منطقة آمنة وقطبا اقتصاديا وثقافيا “لا يمكننا أن نقبل مواصلة تشخيص إفريقيا بالحروب والأزمات والإرهاب والكوارث وعلينا تغيير هذه الصورة الخاطئة قناعة منا بأن التغيير يبدأ من تغيير الذهنيات “.

وقال إنه على ضوء الاجتماعات تمكنا من التعرف على بعض التجارب النموذجية التي سمحت لنا بإشراك المجتمعات المحلية في منع التطرف العنيف ومعالجة الظروف المؤدية للإرهاب وفقا لمقاربة شاملة تقوم على تضافر جهود كل الجهات الفاعلة لا سيما الشباب والنساء بدعم الأعيان والعلماء والقادة بعيدا عن كل تهميش وضمان العدالة في هذه المجتمعات .

واعتبر بوغالي أن مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه لا يكون إلا من خلال وضع “إستراتيجية موجهة نحو التحرك الفعلي لدعم الأمن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وعلى رأسها التربية والتعليم”.

وأكد في هذا الإطار أن ” التجربة الجزائرية تبقى نموذجا رائدا في مكافحة الإرهاب حيث تندرج في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إرساء التنمية والتنسيق في إطار الإستراتيجية العالمية للأمم المتحدة والآليات الإقليمية الأخرى” مذكرا بأن الجزائر تعد “من مؤسسي المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب”.

 

وذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بالمناسبة بـ”أن الساحل حصن يجب حمايته محذرا من أن سقوطه قد يؤدي إلى انتشار اللاأمن وعدم الاستقرار الى باقي العالم وعليه كلنا أمل في أن يدعم البرلمانيون مسعى الوقاية وحل الأزمات والقضاء على مسببات الإرهاب وإعادة بسمة الأمل إلى شباب وشابات الساحل في التنمية والعيش الكريم”.

أما رئيس اتحاد البرلمان الدولي دوارتي باتشيكو، فأكد بدوره على أن اجتماع الجزائر كان ناجحا بكل المقاييس. وقال في السياق “سنحمل معنا الكثير من النقاط الايجابية التي توجت الاجتماع الثاني لاجتماع نداء الساحل الذي احتضنته الجزائر فالاجتماع كان ناجحا ومهما للغاية وسمح لنا بتوسيع منظورنا لتحسين المقاربة الشاملة للتصدي لظاهرة الإرهاب.

وكشف بالمناسبة أنه سيتم خلال اجتماع المنامة المقبل الذي سيضم نحو ألف برلماني دولي عرض مقاربة الجزائر الشاملة لمحاربة الإرهاب من اجل اعتمادها في المستقبل.

وأضاف السيد باتشيكو، أن” الجزائر تبذل المزيد من الجهد لمحاربة الإرهاب في إفريقيا لكن علينا ان نشرك المزيد من الدول، مذكرا في هذا المقام بمأساة غرق المهاجرين قرابة السواحل الايطالية وهو ما يستدعي حسبه “تحرك الدول الأوروبية وعدم الاكتفاء بالمسائل النظرية لمعالجة شح الموارد والتطرف العنيف” وهي كما قال “خطوة في معركة طويلة وحرب ضروس علينا أن نواصل خوضها في مختلف المنتديات وعدم الاكتفاء بما تم إنجازه”.

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا