اعتبر الخبير الفلاحي الدولي “عبد الحليم يحي عيسى” أن اختيار وزارة الفلاحة، التوجه نحو الفلاحة الصحراوية في المرحلة الحالية هو خيار خطأ، لأنه يكلف الكثير ويتهمش التكفل بالهضاب والشمال.
وأضاف الخبير “عبد الحليم يحي عيسى” في حديث خاص لموقع “نيوز الجزائر” أن الفلاحة في الجزائر قطاع إستراتيجي، يمكنها اعتماده كمحور رئيسي في تنميتها وتحقيق اكتفاءها الذاتي في معظم المنتجات الفلاحية والزراعية.
مردفا أن الظروف الدولية الحالية وما يدور من حرب غذاء، يفرض عليها تغيير سياستها الفلاحية وتجديد طريقة تعاملها مع الملف الفلاحي، عبر اعتماد نظرة جديدة وإدخال العلوم والتكنولوجيا الحديثة، بتفعيل التعامل والتواصل وتبادل الخبرة والتجربة بين الفلاح، المهندس الفلاحي والطبيب البيطري.
وأوضح الخبير “يحي عيسى” أن الاهتمام بالفلاحة لا يتوقف على زراعة البذور وقطف وحصد الثمار فقط، بل هو دراسة كاملة انطلاقة من نوعية البذرة وزرعها إلى غاية قطفها وحصدها وإيصالها للمستهلك. وهي المراحل التي تتطلب خبرة وحضور ميداني ومعرفة دقيقة بما ننتج، عبر خارطة طريق واضحة المعالم برعاية الدولة، التي توفر التكوينات والتربصات وتفتح المجال لولوج هذا القطاع الاستراتيجي، حتى تكون الحلول آنية للمشاكل التي تصادف الفلاح على أرض الميدان.
وبالعودة للحديث عن الفلاحة الصحراوية بالجزائر، فأنه ذكر أنه كان على وزارة الفلاحة الاطلاع على الدول التي سبقتنا في هذا المنهاج والمآل الذي انتهت إليه، على غرار العربية السعودية التي اكتشفت بعد سنوات من اتجاهها للفلاحة بالصحاري أنها أضرت بمخزون المياه الجوفية، وشارفت على إنهائه، فاضطرت للتوقف، والتوجه لشراء أراضي زراعية باستراليا، نيوزيلندا والسودان وهي اليوم تنتج وتصدر، كذلك الأمر بالنسبة لدولة البرازيل، التي كثفت من استغلالها لأراضيها حتى أصبحت أراضي فقيرة للمواد الطبيعية والمعادن اللازمة لتغذية المزروعات، هذه الأمثلة حسب الخبير “عبد الحليم يحي عيسى” كفيلة بأن تغير السلطات نظرتها للاستغلال الفلاحي، وتبحث عن الحلول البسيطة والكفيلة بتوفير نسبة هامة الاكتفاء الذاتي في الغذاء، وأول خطوة حسبه تتعلق باسترجاع الأراضي الفلاحية المهملة على طول الشريط الشمالي والمتوغلة داخل الهضاب، فهي توفر التربة الصالحة للزراعة، التنقل إليها سهل، قريبة من الفلاحين والمخابر الفلاحية، توفر مياه السقي من أمطار ومجاري مائية، إلى جانب قدرة الدولة على إنشاء محطات تصفية المياه بالشواطئ، وهي مشاريع تكلف الدولة أقل ماليا وتوفر الإنتاج الغذائي مضاعفا مقارنة بالجنوب، مؤكدا أن الفلاحة الصحراوية يجب التخطيط لها على المدى الطويل، حتى تتوفر الدراسة الكاملة والدقيقة حول “العرق” المتواجد هناك، كي لا يخلق مشكل المياه في حال تم تصدعه، لاسيما وأنه ثروة باهضة ومكلفة وعلى الدولة الانتباه له جيدا كعنصر حيوي استراتيجي.
يذكر أن الخبير الفلاحي الدولي “عبد الحليم يحي عيسى” جزائري مغترب مقيم بالمهجر منذ أكثر من 25 سنة، يملك شركة استشارات فلاحية، سبق لها وقدمت العديد من الحلول لمشاكل الفلاحة بدول أجنبية، وتربطه إلى اليوم عقود عمل مع مختلف الدول الزراعية الكبرى، يأمل أن تفتح له الدولة الجزائرية أبوابها لتقديم خيرته في المجال الفلاحي، لاسيما وقد كانت له تجارب ناجحة مع بعض الخواص بالجزائر وعمله سابقا بها في ذات المجال.
مريم عبارة