إنعكاس التربية النفسية على التوازن النفسي والعقلي لأطفالكم لبناء جيل ناجح

0
402

يمكن وصف عادة تحفيظ أولياء الأمور القرأن لأبنائهم بعد انتهاء موسم الدراسة بالحميدة وهي دلالة عميقة تظهر حفظ الأسرة الجزائرية على تعاليم الدين الإسلامي وما حث عليه الرسول عليه الصلاة والسلام على تعليم الأبناء القرآن وسيرته النبوية الشريفة حتى يبقى حبل الود متصلا وإنشاء الأبناء على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.

وتحفيظ القرآن للأطفال أو المراهقين مباشرة بعد استكمال دراستهم ودخول في العطلة بات أمرا لابد منه لأن التلميذ الذي تعود على النهوض باكرا للذهاب إلى المدرسة أصبحت لديه عادة عدم النوم المتأخر من النهار قد يفعل ذلك الأسبوع الأول أو الثاني لكن ما إن يزول عنه تعب الدراسي يصبح بعد ذلك بحاجة إلى ما يملأ به نهاره خاصة مما جعل الكثير من الأولياء يطالبون الأئمة بأحيائهم بفتح أبواب المساجد لأبنائهم حتى يأخذون ما تيسر من كتاب الله تعالى ويطعمون أفكار أبنائهم بما ورد من أحاديث الشريفة لادراكهم ما في القرآن من حلاوة الذكر وما الفوائد التي تتضمنها الأحاديث النبوية العطرة وذلك لتربية فلذات أبنائهم على طاعة الله واتباع سنّة المصطفى عليه الصلاة والسلام، كما أثبتت نتائج الامتحانات الرسمية كشهادة التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا أن أغلب التلاميذ المتفوقين في هذه الامتحانات هم حفظة القرآن الكريم وترتيليه وتجويده، لأن حفظ آية من القرأن وحديث شريف سيسمح لهم بتفتق ملكتهم الفكرية وتطوريها، والتدبر في ملكوت السموات، وكذا تقوية ذاكرة الطفل ويتعلمون مهارات الذهمية والعقلية، وتعلم طرق وكيفية تحصيل المعلومات بطرق سلسة مما جعلهم متفوقون في دراستهم في المؤسسات التربوية.

وكأخصائي نفساني وأستاذ جامعي أنصح أولياء الأمور تسجيل أبنائهم في دورات حفظ القرأن في المدارس القرأنية أوفي المساجد واستثمار العطلة الصيفية واستغلال الاجازة الصيفية لتعليم التلاميذ المدارس القرأن الكريم وهي فرصة لاجتماع التلاميذ مع معلم القرآن في رحاب الدعوة الإسلامية وإحياء سنن النبوية والسلف الصالح حتى ننشئ جيلا متشبع بالقيم العليا قوامها القرآن والسنة المحمدية العطرة، كما لهذه العادة الدينية انعكاسات على التربية النفسية لحفظة القرآن الكريم بحيث كثيرا ما يتوج المتفوقين بجوائز قيمة تحفيزية وهوما يفتح أبوابا للتنافس والتباري بين حفظة القرآن عن من يفوز بالمراتب الأولى ونيل جوائز كثيرة أولها جائزة ربانية وهي نيل الجزاء من الله تعالى وجائزة مادية يحصل عليها من شيخه نظير اجتهاده في حفظ القرآن وترتيله وتجويده، أيضا حافظ القرأن يجدد به دين الأمة، ورجل ينشد الصلاح لمجتمعه ووطنه، ضف إلى ذلك صفاء النفس والارتقاء بها إلى الملكوت الأعلى وينشأ في رضى ربي العالمين فضلا أنه قدوة يحدى بها لأخرين ويكسبه مكانة رفيعة وعالية بين أقرانه وتتباهى به أسرته، كل ذلك يجعل جهازه النفسي متوازن وتوازن النفس هو توازن العقل واتزان الفكر وبالتالي بناء جيل مفعم بالقيم السامية بأبعاد أخلاقية و النفسية الإيجابية.

البروفيسور أحمد قوراية أكاديمي وخبير في الصحة النفسية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا