الدكتور خواص مصطفى لـ" نيوز الجزائر":

إنجاح العملية الانتقالية بليبيا مرهون بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة

0
395
خواص مصطفى

إذا كان إحراز تقدم في المهمة الأولى لمؤتمر برلين الثاني يقع ضمن سقف التوقعات ولو بنسبة معقولة من النجاح، فإن المهمة الثانية تبدو صعبة التحقيق، فبقدر ما تتوفر عملية تنظيم الانتخابات على خيارات وفرص لتحقيقها رغم عدد من الصعوبات، تبدو الخيارات المتاحة لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة محدودة.

يتحدث الدكتور خواص مصطفى الباحث متخصص في الشأن الإفريقي بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، في هذا الحوار مع “نيوز الجزائر”، عن مخرجات مؤتمر “برلين2”:

مخرجات المؤتمر تتسم بالغموض والفواعل المختلفة تعيق العملية أكثر مما تسهلها، رغم اتفاقهم على الأهداف (الانتخابات خاصة) “مهما كانت نوايا الحكومة الليبية صادقة، فإنه يبقى مصير ليبيا بأيدي القوى الأجنبية وليس بيد أبنائها”.

– ما هي أهمية انعقاد مؤتمر “برلين 2” مجددا؟

مؤتمرات مثل هذه مهمة جدا، لأنها تقرب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، والمتنافسة لكن في حالة برلين 2، فهذا دليل واقعي على أن “برلين 1” لم يحقق الأهداف الكاملة التي جاء بها، ولهذا جاء “برلين 2″، لك لا تتدهور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.

– كيف ينظر إلى مشاركة ليبيا باسم حكومة الوحدة الوطنية في هذا المؤتمر؟ وهل نستطيع القول عنها حكومة الوحدة الوطنية؟

هي خطوة في الاتجاه الصحيح، وخطوة كذلك في مسار توحيد المؤسسات الليبية، لكن يبقى الحديث مبكرا على أنها حكومة وحدة حقيقية كاملة الصلاحيات والسلطات.

-هل يمكن أن نقول إن مؤتمر “برلين 1” قد فشل: ولم يكن بفاعلية مما أدى إلى انعقاد “برلين2″؟
بكل تأكيد فشل في تحقيق كل مساعيها التي عقد من أجلها، وحتى برلين لم يقدم آليات واضحة وقوية لتنفيذ النقاط التي خرج بها.

– هل مخرجات مؤتمر “برلين2″ سوف تكون لها فعالية أكثر من” برلين1″؟ وهل هذه المخرجات قابلة لتنفيذ؟
احتمال ضئيل آليات الحل ستكون ثنائية أكثر، ويرجع الأمر لاتفاق الأطراف القوية على الأرض خاصة تركيا روسيا، التي يشار إلى أنهما قد اتفقتا على سحب 300 مقاتل من كل طرف. نجاح مخرجات برلين 2 مرتبط ببناء مؤسسات أمنية وعسكرية موحدة.

– كيف ينظر لمبادرة استقرار ليبيا المطروحة من طرف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش؟

مهما كانت نوايا الحكومة الليبية صادقة، فإنه يبقى مصير ليبيا بأيدي القوى الاجنبية وليس بيد أبنائها.

– كيف ينظر لمخرجات مؤتمر “برلين2″؟ وهل هذه المخرجات تخدم ليبيا؟

لحد الآن العملية غامضة والفواعل المختلفة تعيق العملية أكثر مما تسهلها، رغم اتفاقهم على الأهداف (الانتخابات خاصة)، إلا انه لم يتم إعداد قانون انتخاب والمؤسسات اغلب تعرف انقسام ولم يتم توحيدها، مما يضع عملية الانتقال محل شك، لكن يبقى التأثير الكبير بأيدي الأطراف الدولية والتي قد تتفق على إجراء انتخابات في موعدها نهاية السنة كما هو الحال لغاية اللحظة.

– وفي رأيكم أستاذ كيف ستكون ملامح العملية الانتقالية؟

كما أوضحت عملية الانتقال تبقى عسيرة ومترددة، لكن القوى الدولية المؤثرة قد تتفق على تهدئة الأوضاع في ليبيا لان هناك مناطق أخرى مشتعلة وتحتاج إلى التوافق بشأنها، وفي إطار إنجاح عملية الانتقال يبقى مربط الفرس في سحب القوات والأجنبية والمرتزقة والذين قدرت الأمم المتحدة عددها بأكثر من 20 ألف. لكن يجب أن يسبق ذاك بناء مؤسسة أمنية وعسكرية موحدة.

بالنسبة لإجلاء القوات الأجنبية من الأراضي الليبية – هل من السهل إقناع الأطراف المتدخلة في الأراضي الليبية الانسحاب دون ضمانات لضمان مصالحهم في المنطقة؟ كيف سيكون رد فعل تركيا بهذا القرار؟

صعب جدا. لكن يبقى ان الاطراف المختلفة تبحث عن مصالحها، ولذلك يجب التوصل الى صيغة تحمي هذه المصالح حتى تقتنع الاطراف المتدخلة ان طاولة الحوار أفضل من ساحات المعارك، خاصة ان اعادة الاعمار يسيل لعاب كبرى الشركات العالمية.

– برأيكم ما هي اليات تفعيل مخرجات المؤتمر؟ وهل يكون من السهل تفعيل تلك القرارات؟

يبقى الحوار أفضل طريقة لتحقيق مخرجات “برلين 2″، لان الحرب او تدخل مجلس الأمن لن يحقق الا مزيدا من التوتر، فالأطراف المختلفة لهم القدرة على خلط الاوراق، واغلبها يملك حق الفيتو، وتتشابك هذه القوى في مناطق اخرى من العالم.

كريمة مكاحلية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا